واما العقل الذى يذكره ارسطو فى كتاب البرهان فانه انما يعنى به قوة النفس التى بها يحصل للانسان اليقين بالمقدمات الكلية الصادقة الضرورية لا عن قياس اصلا ولا عن فكر بل بالفطرة والطبع او من صباه او من حيث لا يشعر من اين حصلت وكيف حصلت فان هذه القوة جزء ما من النفس يحصل لها المعرفة الاولى لا بفكر ولا بتأمل اصلا واليقين بالمقدمات التى صفتها الصفة التى ذكرناها وتلك المقدمات هى مبادى العلوم النظرية
واما العقل الذى يذكره فى المقالة السادسة من كتاب الاخلاق فانه يريد به جزء النفس الذى يحصل فيه بالمواظبة على اعتياد شىء شىء مما هو فى جنس جنس من الامور وطول تجربة شىء شىء مما هو فى جنس جنس من الامور على طول الزمان اليقين بقضايا ومقدمات فى الامور الارادية التى شانها ان تؤثر او تجتنب فان ذلك الجزء من النفس سماه العقل فى المقالة السادسة من كتاب
صفحة ٩