واما ان العقل الفعال موجود فانه بين فى كتاب النفس وظاهر ان العقل الفعال ليس يفعل دائما بل يفعل حينا ولا يفعل حينا فاذا يلزم ضرورة ان يكون من الشىء الذى يفعله او من الذى فيه يفعل على نسب مختلفة فهو يتغير من نسبة الى نسبة فان كان ليس دائما على كماله الاخير فهو ليس انما يتغير من نسبة الى نسبة فقط بل يتغير فى ذاته اذ كماله الاخير هو فى جوهره فهو اذن فى جوهره حينا بالقوة وحينا بالفعل فالذى هو لها بالقوة مادة ما هو لها بالفعل غير انا قد وصفنا انه مفارق لكل مادة فاذا كان كذلك فهو دائما على كماله الاخير وهو باضطرار تغير من نسبة الى نسبة فاذن ليس النقص فى ذاته بل اما الا يصادف دائما الشىء الذى فيه يفعل بان لا يجد المادة والموضوع الذى فيه يفعل موطا
واما ان يكون له عائق من خارجه فيزول او الامران جميعا. فمن ذلك يتبين انه ليس فيه كفاية فى ان يكون هو المبدأ الاول لجميع الموجودات اذ كان يفتقر الى ان يعطى مادة فيها يفعل والى ان يزال عائقه فاذا ليس فى ذاته وجوهره كفاية فى اعطاء جميع الاشياء ففى جوهره اذن نقص عن اعطاء كثير من الموجودات وما فى جوهره نقص فليس فيه كفاية فى ان يكون وجوده بنفسه من غير ان يكون وجوده بغيره فيلزم ضرورة ان يكون لوجوده مبدأ اخر وان يكون هناك سبب اخر يرفده فى اعطاء المادة التى فيها يفعل
صفحة ٣٣