ما يراه ارسطو او نقول ان هذه كلها هى فى العقل الفعال بالقوة وليس ينبغى ان يفهم من قولنا بالقوة هاهنا على ان العقل الفعال فى قوته ان يقبل هذه الصور فتصير فيه فى المستقبل بل نعنى ان له قوة ان يجعلها فى المادة صورا وهذه هى القوة على ان يفعل فى غيره
فانه هو الذى يجعلها صورا فى المواد ثم يتحرى ان يقربها من المفارقة قليلا قليلا الى ان يحصل العقل المستفاد فيصير عند ذلك جوهر الانسان او الانسان بما يتجوهر به اقرب شىء الى العقل الفعال
وهذه هى السعادة القصوى والحياة الآخرة وهى ان يحصل للانسان اخر شىء يتجوهر به وان يتحصل له كماله الاخير وهو ان يفعل اخر ما يتجوهر به فعل اخر ما يتجوهر به وهذا معنى الحياة
الاخرة واذا كان فعله ليس فى شىء اخر خارج عن ذاته وان يفعل هو ان يوجد ذاته فيكون ذاته وفعله وان يفعل شيئا واحدا بعينه فحينئذ ليس يحتاج فى قوامه الى ان يكون البدن مادة له ولا ايضا يحتاج فى شىء من افعاله ان يسترفد بفعل قوة نفسانية فى جسم
صفحة ٣١