176

في أدب مصر الفاطمية

تصانيف

قد خلقتم من طينة وخلقنا

نحن منها لكن بدا ترتيب

إن أجسامكم لناشئة الطين

الذي منه شق منا القلوب

18

فهو يمدح إمامه بأن جسم الإمام عقل كله؛ ذلك أن جسم الإمام خلق من الطينة التي خلقت منها قلوب البشر، أي إن الطينة التي خلق منها جسم الإمام هي نفس الطينة التي خلق منها عقل البشر، فما هو كثيف عند الإمام هو لطيف عند غيره من عامة الناس، وتأويل ذلك أن عقل الإمام شريف، ويجب أن يكون ما يحل فيه هذا العقل شريفا أيضا، ولكن بما أن الإمام من البشر، وجسمه ترابي كغيره من الآدميين، فجسمه خلق من تراب، ولكنه التراب الذي خلق منه قلب البشر الذي يحله عقول البشر. وفي هذا المعنى يقول المؤيد أيضا:

نعم قد أفاضها في البرايا

فتخلت عن شكرها أنعام

هم نهايات كل من برأ الله

وغايات خلقه والسلام

صفحة غير معروفة