فدائيون من عصر الرسول
الناشر
دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
الاردن
تصانيف
وأعطت هذه الكلمات محمد بن مسلمة روحًا متوثبة، ونفسًا متأهبة، فذهب من فوره ليختار من يساعده على هذه المهمة، وكان لا بد من التروي في الاختيار، فالمهمة صعبة، والرجل ممتنع، وأمر رسول الله لا بد أن ينفذ.
جلس محمد بن مسلمة يستعرض في ذهنه أصحاب رسول الله ممن يستطيع أن يعتمد عليهم في قتل ابن الأشرف. وبعد طول تفكر استقر رأيه على أربعة نفر: أبو نائلة سلكان بن سلامة وهو أخو كعب بن الأشرف من الرضاع، وعباد بن بشر، والحارث بن أوس من بني عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر أخو بني حارثة.
لقد وافق محمد بن مسلمة في تكوين فرقته الفدائية، فهو ابن أخت كعب بن الأشرف وأبو نائلة أخو كعب من الرضاع، وهذا يساعد على كسب ثقة كعب، والثلاثة الباقون من أشجع الرجال ومن أشدهم إخلاصًا واندفاعًا لنصرة الإسلام.
اجتمع الفدائيون وتداولوا الأمر وقلبوه على وجوهه، ثم اتفقوا على خطة أحكموا فصولها، وابتدأ أبو نائلة في تنفيذ دوره فيها، ذهب إلى كعب بن الأشرف زائرًا، فجلس عنده ساعة وتناشدا الأشعار، ثم أطرق أبو نائلة إطراقة المهموم، فقال له كعب: ما لك يا أخي؟
قال أبو نائلة: ويحك يا بن الأشرف، اني قد جئتك
1 / 82