فدائيون من عصر الرسول
الناشر
دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
الاردن
تصانيف
بهذه الوثيقة أعطى رسول الله يهود المدينة أفضل ما يعطي حليف وجار، وجعل لهم أمان الله، وعليهم ميثاقه على أن يكونوا يدًا واحدة مع المسلمين على كل من أراد شرًا بالمدينة وأهلها، وأن يكونوا هم أنفسهم سلمًا للمسلمين لا يغدرون بهم ولا يعينون عليهم أحدًا.
لو عقلت يهود لعاشت في ظل المسلمين آمنة مطمئنة لا تخشى شيئًا، ولكن الحسد نهش قلوبها وأحرق الحقد أكبادها، فكيف يكون النبي الخاتم من غير بني إسرائيل؟ وكيف يسلمون له القيادة والسيادة ومن قبل كانت لهم على يثرب وأهلها القيادة والسيادة؟
لقد سيطرت على يهود الكبرياء المضلة، وأفقدهم توازنهم ما توارثوه عن أجدادهم من حب السيطرة على العالمين، وأدار عقولهم ما وقر فيها من اعتقاد بأنهم هم السادة وهم القادة وأن غيرهم لهم عبيد، وطمس على قلوبهم ما جبلوا عليه من احقار الناس فلم يعودوا يرون الحق حقًا والباطل باطلًا، ورأوا أن من حقهم نقض العهد وإخلاف المواثيق مع جميع الخلق من غير يهود!
بهذه الأخلاق أرادت يهود أن يتعاملوا مع رسول الله، وبغير هذه الأخلاق جاءت رسالة الإسلام، فكان الصدام بين المسلمين ويهود أمرًا محتومًا وشيئًا لا مفر منه
1 / 68