الفيلسوف وفن الموسيقى

فؤاد زكريا ت. 1431 هجري
144

الفيلسوف وفن الموسيقى

تصانيف

وفي الشمال كان يعيش جمهوري متحمس، هو إدفارد جريج

Edvard Grieg (1843-1907م) الذي جعل حياته مثالا لمعتقداته، وموسيقاه وسيلة للتغني بما يؤمن به. ولقد كانت هارمونياته رقيقة، وألحانه بسيطة، وكانت الحساسية الانفعالية للشمال متغلغلة في موسيقاه. وقد حفزه جمال الريف وصراعه إلى ألحان غنائية ذات جمال تأملي أخاذ.

ولقد كانت الموسيقى الإيطالية والموسيقيون الإيطاليون يسيطرون على روسيا في القرن الثامن عشر، أما في القرن التاسع عشر، فإن الصقالبة لم يصبحوا قوميين في موسيقاهم فحسب، بل لقد ظهر فيهم مجموعة من الموسيقيين الوطنيين الذين أكسبوا الموسيقى مقامات وتجديدات إيقاعية لم تعرفها أوروبا من قبل. ولقد كانت الفلسفة السلافية في الموسيقى مبنية على الواقعية الجمالية، وبهذا المعنى يمكن أن تعد رد فعل على رومانتيكية الموسيقيين الألمان والإيطاليين. وكان ميخائيل إيفانوفتش جلنكا

Michael Ivanovich Glinka (1804-1857م) أول موسيقي وطني يتخلص من سيطرة التراث الإيطالي عندما أنتج الأوبرا الوطنية «حياة للقيصر

A Life for the Czar »

30 (1836م)، والأوبرا الأسطورية «روسلان ولودميلا

Russlan and Ludmilla » (1842م). وقد أعطت هاتان الأوبرتان القوة الدافعة الأولى للروح القومية في الموسيقى الروسية. وكان الطابع الغنائي للأسلوب الصوتي الإيطالي لا يزال ماثلا في موسيقاه، غير أن هارمونياته وألحانه روسية صرفة، كما أن تلوينه الأوركسترالي ثري مشرق إلى أبعد حد.

وقد أصبح ألكسندر سرجيفتش دارجوميجسكي

A. S. Dargomijsky (1813-1869م) حامل لواء القومية الروسية في الموسيقى من بعد جلنكا، وكانت أوبراته مكتوبة بأسلوب خطابي أو بطريقة الأغنية الكلامية (البارلاندوا) التي تستخدم فيها الأنغام الموسيقية لتعميق تعبير الكلمة الروسية؛ إذ لم تعد روسيا بحاجة إلى الاعتماد على اللغات الأجنبية أو الموسيقى الغربية في حياتها الفنية. وكانت جماعة «الخمسة » المشهورة، التي كانت تجتمع في بيت دارجوميجسكي، ابتداء من عام 1859م، متشبعة بروح القومية الفنية هذه، فعملت من أجل رفع شأن المدرسة الموسيقية الروسية. وكانت هذه الجماعة تتألف من بالاكيريف

Balakirev

صفحة غير معروفة