فوات الوفيات
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار صادر
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
بيروت
ولئن كتمت عن الوشاة صبابتي ... بك فالجوانح بالهوى تتكلم
أشتاق من أهوى وأعلم أنّني ... أشتاق من هو في الفؤاد مخيّم
يا من يصدّ عن المحبّ تدلّلًا ... وإذا بكى وجدًا (١) غدا يتبسّم
أسكنتك القلب الذي أحرقته ... فحذار من نارٍ به تتضرّم ١٥ (٢)
ابن المدبر
إبراهيم بن محمد بن عبيد الله المعروف بابن المدبر الكاتب؛ كان كاتبًا بليغًا شاعرًا فاضلًا مترسلًا، خدم المتوكل مدة طويلة، وكان في رتبة الوزارة، وكان قد غضب عليه المعتمد وحبسه، وله في الحبس أبيات كثيرة، منها:
أدموعها أم لؤلؤ متناثر ... يندى به الورد الجنيّ الزاهر
لا يؤيسنّك من كريم نبوةٌ ... فالسيف ينبو وهو عضبٌ باتر
هذا الزمان تسومني أيامه ... خسفًا وها أنا ذا عليه صابر
إن طال ليلي في الإسار فطالما ... أفنيت دهرًا ليله متقاصر
والسجن يحجبني وفي أكنافه ... مني على الضرّاء ليث خادر
عجبًا له كيف التقت أبوابه ... والجود فيه والربيع الباكر
هلا تقطّع أو تصدّع أو هوى ... فعذرته لكنه بي فاخر وله في المعنى:
_________
(١) ص: جدًا
(٢) الزركشي ١: ٢٠ ومعجم الأدباء ١: ٢٢٦ والأغاني ٢٢: ١٥١ والجهشياري: ١٠٢ والوافي ٦: ١٠٧؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
1 / 45