فوات الوفيات
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار صادر
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
بيروت
أجل نظرًا في خدّه يا معنّفي ... تجد فيه من إنسان عينك إنسانا ومنه أيضًا:
والبرق يخفق في خلال سحابه ... خفق الفؤاد لموعدٍ من زائر وقال:
يا لقومي قد جئتكم مستجيرا ... لا أرى منكم وليًّا نصيرا
أنا ما بين عاذلٍ ورقيب ... منهما خلت منكرًا ونكيرا
بأبي شادنٌ تبدّى فأبدى ... من محيّاه بهجةً وسرورا
وعذار في ذلك الخدّ أبدى ... ببها الحسن جنّةً وحريرا
وثنايا كأنها من لجين ... قدّروها في ثغره تقديرا
لا رعى الله يوم زمّوا المطايا ... إنّه كان شرّه مستطيرا
أودعوا حين ودّعوا الصبّ وجدا ... وتناءوا والقلب يصلى سعيرا
وأسالوا الدموع من نرجسٍ غ ... ضٍّ على الخدّ لؤلؤًا منثورا
فغدا الصبّ يرتضي الحب دينا ... ويرى ناظر السّلوّ حسيرا
وهدى قلبه السّبيل فإمّا ... صابرًا شاكرًا وإمّا كفورا
صمّ سمعي عن الكلام كما صر ... ت بمدحي زنكي سميعًا بصيرا
كم سقى سيفه شرابًا حميما ... وسقى سيبه شرابًا طهورا
سرح الطّرف في ذراه ترى ث ... مّ نعيمًا به وملكًا كبيرا
لم ير النّازلون في ظلّه المع ... مور شمسًا يومًا ولا زمهريرا
ويبيح الطّعام والمال كم ع ... مّ يتيمًا بزاده وأسيرا
وأرانا نواله وسطاه ... فرأينا منه بشيرًا نذيرا
كلّ ساعٍ داعٍ له بدوام ال ... ملك ما زال سعيه مشكورا
1 / 167