فوات الوفيات
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار صادر
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
بيروت
سالم لحظات طرفه الرشاق ... واستكف سهامًا ما لها من واق
أو خذ لك موثقًا من الأحداق ... واستخبر عن مصارع العشّاق تنبيك وعن مقاتل الفرسان ... وقال أيضًا:
وقفت مذ سارت المحامل ... واقتربت ساعة الفراق
أكفكف الدمع بالأنامل ... والدمع يأبى إلاّ اندفاق
أم هل لطيف الكرى مزار
هيهات والصبر مستحيل ... والقلب لا يملك القرار
إن أوحشت منهم الطلول ... فطالما آنسوا الدّيار
ساروا وقد زمّت المحامل ... بهم وأظعانهم تساق
وخلّفوا أضلعًا نواحل ... ترقّ مع أدمعٍ تراق
قف باللّوى نندب الرّبوعا ... على فراق الحبايب
واسفح بأطلالها الدموعا ... إن كنت خلّي وصاحبي
ملاعب تنبت الولوعا ... سقيًا لها من ملاعب
ما بال أقمارها أوافل ... وقد محا نورها المحاق
وما لباناتها ذوابل ... وكنّ مهزوزةً رشاق
بكيت من لوعتي ووجدي ... حتى فني كنز أدمعي
وكان يوم الفراق ودّي ... تبكي عيون الحيا معي
إن لم أف (١) بعدهم بعهدي ... فكنت في الحبّ مدّعي
_________
(١) ص: ألم أفي.
1 / 103