(ق34ب)

الجزء الخامس من الفوائد الصحاح العوالي والأفراد والحكايات

تخريج أبي محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي

للإمام القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد خلف الفراء، عن شيوخه.

رواية أبي غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البنا الحنبلي، عنه.

رواية أبي حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، عنه.

رواية أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، عنه.

رواية عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن العليل، عنه.

صفحة ١

[الجزء الخامس من الفوائد الصحاح العوالي والأفراد والحكايات]

(ق35أ)

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، قراءة عليه وأنا حاضر في السنة الخامسة من عمري سنة تسع وثمانين وست مئة وأجاز لي ما يرويه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب، قراءة عليه سنة ثلاث وست مئة، قال، أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة خمس وعشرين وخمس مئة، فأقر به، أخبرنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، قراءة عليه، لتسع خلون من شوال سنة ست وخمسين وأربع مئة، قال:

1 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان البزاز، قراءة عليه وأنا أسمع، في صفر سنة ست وثمانين وثلاث مئة، حدثنا الفضل بن محمد بن عقيل النيسابوري، قدم علينا للحج سنة ثلاث وثلاث مئة، حدثنا محمد بن سليمان بن هشام، حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا، فإن في السحور بركة.

هذا حديث صحيح.

وأخرجه مسلم بن الحجاج، عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية، بهذا.

ورواه زائدة، عن هشام، عن عبد العزيز بن صهيب بهذا.

صفحة ١

2 - أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل، حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد بن الربيع اللخمي ، حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي، حدثنا حسين بن علي بن زائدة، (ق35ب) عن هشام، أخبرني عبد العزيز بن صهيب، حدثني أنس بن مالك، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تسحروا، فإن في السحور بركة.

صفحة ٢

3 - أخبرنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني قشير، قال: والرجل حي فاسمعوا منه يقال له أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلا، فغارت على إبل جار لي، فانطلق في ذلك أبي، أو عمي، أو قرابة قريبة، قال: فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطعم، فقال: هلم إلى الغداء , قال: إني صائم قال: هلم أحدثك عن ذلك، إن الله تعالى وضع عن المسافر شطر الصلاة والصيام، وعن الحبلى أو المرضع , قال: وأمر بتلك الإبل فردت.

وحدثنا هذا الحديث وهو يتلهف ألا يكون أكل من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا أنس بن مالك القشيري، وليس بأنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم أيضا.

صفحة ٣

4 - وأخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر، (ق36أ) فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر.

هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك.

وأخرجه مسلم، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان.

كلاهما: عن هشام بن عروة بهذا.

صفحة ٤

5- أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، المعروف بابن أخي ميمي ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد ، حدثنا الحسن ، هو ابن محمد بن الصباح الزعفراني , حدثنا ربعي بن إ'براهيم ، أخو إسماعيل بن إبراهيم , عن عبد الرحمن بن إسحاق , عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي , ورغم أنف رجل أتى عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له , ورغم أنف رجل أدرك عنده أبويه الكبر ، وأظنه قال : أو أحدهما ، شك ربعي , فلم يدخلاه الجنة .

صفحة ٥

6- أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، املاء ، حدثنا القاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم ، حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الكندي ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : خرجنا إلى خيبر صبيحة تسع عشرة من شهر رمضان ، فصام بعضنا ، وأفطر بعضنا ، فلم يعب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم .

قال إسماعيل : قلت لسعيد : أكان معهم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : بك هم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .

صفحة ٦

7- أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن محمد بن يوسف بن يعقوب النيسابوري ، (ق36ب) قدم علينا حاجا ، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا شيبان الرملي ، عن سفيان بن عيينة ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد .

تفرد باتصاله وتحويله سفيان بن عيينة ، عن معمر ، عن الزهري .

وأرسله وكيع ، عن يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، قال : كان أحب الشراب . ولم يذكر عائشة . وهو أحرى أن يكون صوابا ، والله أعلم .

صفحة ٧

8- حدثنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن جنيقا البزاز ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني أبو أويس ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة كان يحدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . قال أبو بكر : بأبي أنت ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل أحد يدعى من تلك الأبواب كلها ؟ فقال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم .

صفحة ٨

9- أخبرنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا الحسين ، يعني ابن الحسن المروزي ، (ق37أ) أخبرنا مؤمل ، يعني ابن إسماعيل ، أخبرنا سفيان ، عن معن ، عن أخيه القاسم ، قال : قال عبد الله : السكينة مغنم ، وتركها مغرم ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والناس غاديان : فبائع رقبته فموبقها ، ومفاديها فمعتقها .

صفحة ٩

10- أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرىء الصيدلاني ، بقرائتي عليه ، حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق ، حدثنا السري يحيى ابن أخي هناد بن السري ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا السائب بن عمر المخزومي ، عن ابن يناق , قال : نظر عبد الله بن عمرو إلى السماء ، فقال : تبارك الله ، ما أشد بياضك , والثانية أشد بياضا منها , والثالثة أشد بياضا من الرابعة ، والرابعة أشد بياضا من الخامسة ، والخامسة أشد بياضا من السادسة ، والسادسة أشد بياضا من السابعة ، وخلق الله سبع سماوات وخلق فوق السابعة الماء , وجعل فوق الماء العرش , وخلق في السماء الشمس والقمر والنجوم والرجوم ، والذي نفسي بيده ، إنه ليعلم أن الشمس والقمر سيصيران في النار يوم القيامة .

فقال عبد الله بن أبي مليكة : لكني سمعت ابن عباس يقول : خلق من خلق سامعين مطيعين ما ذنبهما .

صفحة ١٠

11- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الضرير ، أخبرنا محمد بن العباس بن نجيح ، حدثنا أبو فاختة ، حدثنا أبو ربيعة ، قال : قال أبو عوانة : عن داود الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن بشر ، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياء لا يأتي إلا بخير . (ق37ب) 12- حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن يحيى بن سعيد , عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ، عن محمد بن سلام عن محمد بن فضيل بهذا .

صفحة ١٢

13- أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن أبي الجودي قال : سمعت رجلا ، يقال له بلج ، يحدث عن أبي شيبة المدني ، عن ثوبان قال : قيل له : حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : رأيت رسول الله قاء فأفطر .

صفحة ١٣

14- أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا يعقوب الدورقي ، حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن محمد بن يوسف ، عن سليمان بن يسار ، عن أم سلمة ، أنه سألها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ، ثم يصوم ؟ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام ، ثم يصوم .

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم ، عن أحمد بن عثمان النوفلي ، عن أبي عاصم بهذا .

صفحة ١٤

15- أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل ، قالت : حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، حدثنا موسى بن عبد الرحمن ، حدثنا أبو أسامة ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، (ق38أ) عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة .

صفحة ١٥

16- أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى صلاة الفجر ورأسه يقطر من الجنابة ، ويصوم ذلك اليوم .

صفحة ١٦

17- أخبرنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، حدثنا هشيم ، حدثنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر ، فلما وضع رجله على الدرجة على الدرجة قال : آمين ، ثم وضع رجله على الثانية فقال : آمين ، ثم وضع رجله على الثالثة فقال : آمين ، فلما فرغ من خطبته ونزل ذكروا ذلك له ، فقال : إن جبريل ، عليه السلام ، استقبلني حين وضعت رجلي على الدرجة الأولى ، فقال : من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله قل آمين ؛ فقلت آمين ، فلما صعدت إلى الثانية قال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، فلما صعدت إلى الثالثة قال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل : آمين ، فقلت : آمين .

صفحة ١٧

18- أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، حدثني حاجب بن سليمان ، حدثنا وكيع ، عن الثوري ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ق38ب) إن للجنة بابا يدعى الريان يدخل منه الصائمون ، فإذا دخل آخرهم أغلق .

صفحة ١٨

19- أخبرنا محمد بن عبد الله ، حدثنا عبد الله ، حدثناه علي بن حرب ، حدثنا وكيع ، حدثنا يوسف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد , قال : للجنة باب يدعى الريان يدخل منه الصائمون ، فإذا دخل آخرهم أغلق .

أخبرنا أبو الحسين الدقاق ، حدثنا أبو بكر . رفعه حاجب ، وأوقفه علي بن حرب .

صفحة ١٩

20- أخبرنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن جنيقا الدقاق ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله ، دعي من أبواب الجنة ، يا عبد الله هذا خير ، وللجنة أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ، فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فقال : يا رسول الله ، هل يدعى منها كلها أحد ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر .

صفحة ٢٠