(ومنها) قولهم: ضعيف ونرى الأكثر يفهمون منه القدح في نفس الرجل ويحكمون به بسببه ولا يخلو من ضعف لما سنذكر في داود بن كثير وسهل بن زياد وأحمد بن محمد بن خالد وغيرهم وفى إبراهيم بن يزيد جعل كثرة الارسال ذما وقدحا وفى جعفر بن محمد ابن مالك الرواية عن الضعفاء والمجاهيل من عيوب الضعفاء وفى محمد بن الحسن بن عبد الله روى عند البلوى والبلوى رجل ضعيف إلى قوله مما يضعفه وفى جابر روى عنه جماعة غمزوا فيهم (آه) إلى غير ذلك ومثل ما في ترجمة محمد بن عبد الله ابن الجعفري والمعلى بن خنيس وعبد الكريم بن عمر والحسن بن راشد وغيرهم فتأمل.
(وبالجملة) كما أن تصحيحهم غير مقصور على العدالة فكذا تضعيفهم غير مقصور على الفسق وهذا غير خفى على من تتبع وتأمل وقال جدي رحمه الله: " نراهم يطلقون الضعيف على من يروى عن الضعفاء ويرسل الاخبار انتهى.
ولعل من أسباب الضعف عندهم قلة الحافظة وسوء الضبط والرواية من غير إجازة والرواية عمن لم يلقه واضطراب ألفاظ الرواية وايراد الرواية التي ظاهرها الغلو أو التفويض أو الجبر أو التشبيه وغير ذلك كما هو في كتبنا المعتبرة بل هي مشحونة منها كالقرآن مع أن عادة المصنفين ايرادهم جميع ما رووه كما يظهر من طريقتهم مضافا إلى ما ذكره في أول (الفقيه) وغيره وكذا من أسبابه رواية فاسدي العقيدة عنه وعكسه بل وربما كان مثل الرواية بالمعنى ونظائره سببا (وبالجملة) أسباب قدح القدماء كثيرة وسنشير إلى بعضها وغير خفى ان أمثال ما ذكر ليس منافيا للعدالة وسيجئ في ذكر الطيارة والمفوضة والواقفة ما يزيد ويؤكد ويؤيد وكذا في ترجمة إبراهيم بن عمر وفى ذكر مضطرب
صفحة ٣٧