باب ما صدر بالآل
(آل أبي رافع)
من أرفع بيوت الشيعة، وأعلاها شأنا، وأقدمها إسلاما وإيمانا.
كان أبو رافع - رحمه الله - مولى رسول (ص)، كان للعباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه، فوهبه للنبي (ص) فلما بشره بإسلام العباس أعتقه (1)
صفحة ٢٠٣
واختلف في اسمه: فقيل: إبراهيم، وقيل أسلم.
أسلم بمكة قديما، وهاجر الهجرتين: مع جعفر بن أبي طالب (رض) إلى الحبشة ومع رسول الله (ص) إلى المدينة.
صفحة ٢٠٤
وصلى القبلتين (1) وبايع البيعتين بيعة العقبة وبيعة، الرضوان وشهد مع النبي (ص) مشاهده.
ولزم أمير المؤمنين (ع) بعده. وكان من خيار شيعته. وخرج معه إلى الكوفة، وهو شيخ كبير، له خمس وثمانون سنة، وشهد معه حروبه. وكان صاحب بيت ماله بالكوفة. ولم يزل معه حتى استشهد فرجع مع الحسن عليه السلام إلى المدينة ولا دار له بها ولا أرض، وقد كان باعهما في خروجه إلى الكوفة مع أمير المؤمنين (ع) فقسم له الحسن (ع) دار علي بنصفين، واقطعه أرضا، باعها ابنه عبيد الله بمائة الف وسبعين ألفا وكان أبو رافع - رحمه الله - من العلماء، ومن سلفنا الصالح المتقدمين في التصنيف، له كتاب: السنن ولأحكام والقضايا، يرويه عن أمير المؤمنين عليه السلام: قاله النجاشي (2)
صفحة ٢٠٥
وقال العلامة: " ثقة... أعمل على روايته " (1) وابنا أبي رافع: - عبيد الله وعلي - صحبا أمير المؤمنين عليه السلام، وكانا كاتبيه.
وكان عبد الله من خواصه - كما في الاختصاص (2) وغيره له:
صفحة ٢٠٦
كتاب قضايا أمير المؤمنين (ع) وكتاب من شهد معه.
صفحة ٢٠٧
وعلي أخوه - من خيار الشيعة (1) حفظ - كثيرا وجمع كتابا في فنون
صفحة ٢٠٨
الفقه: الوضوء، والصلاة، وسائر الأبواب. ذكر ذلك النجاشي (1) وروى كتابه بطرق متعددة. وفي بعضها: إنه كان يعظمونه ويعلمونه (2) وله ابن اسمه (عبيد الله) روى عن أبيه - علي - هذا الكتاب (3) ولعبيد الله بن أبي رافع ابنان: عون، ومحمد (4) من رواة الحديث روى عون عن أبيه - عبيد الله - كتاب تسمية من شهد مع أمير المؤمنين
صفحة ٢٠٩
عليه السلام. وروى عنه محمد: كتابه الآخر. قاله الشيخ - رحمه الله - في (الفهرست) (1) وروى النجاشي - بإسناده عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع - عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام: أنه كان إذا صلى قال في أول الصلاة - وذكر كتاب أبي رافع بابا بابا - الصلاة والصيام والحج والزكاة والقضايا (2).
ولمحمد بن عبيد الله ابن يسمى (عبد الرحمن) (3) ويكنى:
أبا محمد، قد روى الحديث:
صفحة ٢١٠
قال النجاشي - رحمه الله - أخبرني أبو الحسن التميمي، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن القاسم البجلي - قراءة عليه - قال حدثني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن المعلى البزاز، قال: حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين، قال: حدثني أبو محمد عبد الرحمن ابن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - وكان كاتب أمير المؤمنين (ع) - انه كان يقول: " إذا توضأ أحدكم للصلاة، فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده وذكر الكتاب " (1). وفي الرواية دلالة على وجوب الترتيب بين الرجلين (2) والمراد ب (الكتاب): كتاب علي بن أبي رافع الموضوع في فنون الفقه كما يدل عليه كلام النجاشي قبل هذا الحديث وبعده، فإنه في ذكر هذا
صفحة ٢١١
الكتاب وبيان الطرق إليه، ويشير إليه ذكر الوضوء في أوله (1) فإنه المناسب له لا لكتاب أبي رافع.
وكيف كان، ففي السند سهو أو إرسال باسقاط الواسطة بين عبد الرحمن ابن محمد بن عبيد الله، وبين أمير المؤمنين عليه السلام، لبعده عنه وعدم ظهور إدراك أبيه إياه، فضلا عنه.
(ومن آل أبي رافع) إسماعيل بن الحكم الرافعي، له كتاب، روى عنه إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، قاله النجاشي في ترجمته (2) وروى في ترجمة أبي رافع بإسناده عن إسماعيل الرافعي (3)
صفحة ٢١٢
عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده: قال: " دخلت على رسول الله (ص) - وهو نائم أو يوحى إليه - وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إذا كان منها سوء يكون إلي دونه، فاستيقظ، وهو يتلو هذه الآية: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ثم قال:
الحمد الله الذي أكمل لعلي منيته، وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه. ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال: ما أضجعك ههنا يا أبا رافع؟ فأخبرته خبر الحية فقال: قم إليها، فاقتلها، فقتلتها ثم أخذ رسول الله (ص) بيدي فقال: يا أبا رافع، كيف أنت وقوما يقاتلون عليا (ع) هو على الحق، وهم على الباطل، يكون في حق الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم، فبقلبه فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ، فقلت: ادع الله لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم، فقال: اللهم ان أدركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس، فقال: يا أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع أميني على نفسي.
قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع: فلما بويع علي (ع) وخالفه معاوية بالشام، وسار طلحة والزبير إلى البصرة، قال أبو رافع: هذا قول رسول الله (ص): " سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم " فباع أرضه بخيبر، وداره، ثم خرج مع علي (ع) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة، وقال: الحمد لله لقد أصبحت ولا أحد بمنزلتي، لقد بايعت البيعتين: بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وصليت القبلتين وهاجرت الهجر الثلاث، قلت له: وما الهجر الثلاث؟ قال: هاجرت مع جعفر بن أبي طالب - رحمة الله عليه - إلى أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب (ع)
صفحة ٢١٣
إلى الكوفة. فلم يزل مع علي حتى استشهد علي (ع) فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن (ع) ولا دار له ولا أرض، فقسم له الحسن (ع) دار علي (ع) بنصفين، وأعطاه سنح (1) أرض أقطعه إياها، فباعها عبيد الله ابن أبي رافع من معاوية بمائة الف وسبعين ألفا (2) وفي صدر الرواية دلالة على أن لعبيد الله بن أبي رافع ابنا ثالثا اسمه عبد الله، لكن يظهر من قوله - في أثنائها - " قال عون بن عبيد الله ":
أن الراوي هو عون. ولعله الصواب، فاني لم أجد لعبد الله بن عبيد الله ذكرا إلا هنا.
وعن الاستيعاب لابن عبد البر: أنه طرق الرواية إلى زيد بن عبيد الله ابن أبي رافع عن أبيه عن جده، ولم أجده في كتب أصحابنا (3)
(آل أبي شعبة الحلبيون)
خير شعبة من شعب الشيعة، وأوثق بيت اعتصم بعرى أهل البيت المنيعة.
كان أبو شعبة من أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام. وابناه:
علي وعمر (4) وبنو علي وهم: عبيد الله، ومحمد، وعمران، وعبد الأعلى كلهم من أصحاب الصادق عليه السلام. ويحي بن عمران من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام. وأحمد بن عمر بن أبي شعبة من أصحاب
صفحة ٢١٤
الكاظم والرضا عليهما السلام. ذكرهم النجاشي - رحمه الله - فقال:
" أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي ثقة، روى عن أبي الحسن الرضا وعن أبيه (ع) من قبل، وهو ابن عم عبيد الله وعبد الأعلى وعمران ومحمد
صفحة ٢١٥
الحلبيين. روى أبوهم عن أبي عبد الله عليه السلام وكانوا ثقات. لأحمد كتاب رواه عنه (1) الحسن بن علي بن فضال " ثم قال: " عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة، أبو علي، كوفي، كان يتجر - هو وأبوه وأخوته إلى حلب، فغلبت عليهم النسبة إلى حلب. وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا. وروى جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام، وكانوا جميعهم ثقات، مرجوعا إلى ما يقولون، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم. وصنف الكتاب المنسوب إليه، وعرضه على أبي عبد الله عليه السلام، وصححه قال - عند قراءته -: أترى لهؤلاء مثل هذا "؟ (2) روى ابن أبي عمير عن حماد عنه. وقال - بعد ذلك - محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي أبو جعفر، وجه أصحابنا، وفقيههم، والثقة الذي لا يطعن عليه، هو وإخوته عبيد الله وعمران وعبد الأعلى. له كتاب التفسير. روى عنه صفوان، وكتاب مبوب في الحلال والحرام، روى عنه ابن مسكان " (3).
ثم قال: " يحيى بن عمران بن علي بن أبي شعبة الحلبي. روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن عليهما السلام، ثقة، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب روى عنه ابن أبي عمير " (4)
صفحة ٢١٦
وفى رجال البرقي: " عبيد الله بن علي الحلبي، عم يحيى بن عمران الحلبي، كوفي. وكان متجره إلى حلب، فغلب عليه هذا اللقب، مولى ثقة، صحيح، له كتاب، وهو أول كتاب صنفه الشيعة " (1) وذكر الشيخ - رحمه الله - في " الفهرست " محمد بن علي بن أبي شعبة ووثقه (2) وعبيد الله بن علي، وقال: " له كتاب مصنف معول عليه. وقيل:
إنه عرض على الصادق عليه السلام فلما رآه استحسنه، وقال: ليس لهؤلاء (يعني المخالفين) مثله " (3) وابن أخيهما يحيى بن عمران، وقال: " له كتاب روى عنه النضر ابن سويد " (4) وذكر في كتاب الرجال: عمر بن أبي شعبة (5) وعبد الله (6) وعمران ابني علي بن أبي شعبة (7) في أصحاب الصادق عليه السلام.
وعد من أصحاب أبي جعفر الباقر (ع) أحمد بن عمران الحلبي (8) وهو غير معروف في الحلبيين. ومع ذلك فيبعد أن يكون
صفحة ٢١٧
من أصحاب الباقر عليه السلام ولم يذكر أبوه عمران ولا جده على من أصحابه والظاهر أن هذا هو أحمد بن عمر. والزيادة سهو من القلم. وهو من أصحاب أبي جعفر الثاني، لا الأول. ومنشأ الشبهة اشتراك الكنية وانصرافها عند الاطلاق إلى الباقر عليه السلام.
وقد ظهر مما قاله النجاشي - رحمه الله - توثيق بنى علي الأربعة في ثلاثة مواضع من كتابه، وتوثيق أحمد بن عمر ويحيى بن عمران في ترجمتهما وأنهم - خصوصا عبيد الله ومحمدا ويحيى - في غاية الثقة والجلالة.
وأما غيرهم، فقد صرح العلامة رحمه الله، والشهيد الثاني (1) في شرح الدراية، وجماعة ممن تأخر عنهما بتوثيق أبي شعبة وابنه علي وكأنهم أخذوا ذلك من قول النجاشي في ترجمة أحمد بن عمر: " وكانوا ثقات " (2) وفي عبيد الله بن علي: " وكانوا جميعهم ثقات " (3) واستظهر في (المنهج) من العبارة الأخيرة توثيق عمر بن أبي شعبة أيضا (4)
صفحة ٢١٨
واحتمل ذلك صاحب (النقد) قال: " وربما يفهم توثيقه من توثيق آل أبي شعبة مجملا " (1) والعبارتان محتملتان، فان ضمير الجمع في الأولى يحتمل الرجوع إلى الاخوة الأربعة - خاصة - كما يقتضيه ظاهر الضمير في قوله " أبوهم " و " كانوا " والا لزم التفكيك، واليهم مع أبيهم، لذكره قبل التوثيق. ولولا دخوله فيه لأخره عنه، وهذا أقرب ويحتمل دخول عمهم أيضا، اما لذكره تبعا، أو لدخوله في " أبيهم " تغليبا أو تعميما بدخول أحمد فيهم، وهو بعيد.
وأما العبارة الأخيرة فيحتمل عود الضمير فيها إلى المذكورين أولا وهم: عبيد الله وأبوه وإخوته، فيدخل في التوثيق علي دون أبيه وأخيه والى جميع المذكورين مفصلا، فيشمل التوثيق أبا شعبة وابنه عليا، دون عمر، وإلى آل أبي شعبة، فيخرج أبو شعبة عنه. (والمراد ب (الآل):
إما مطلق الأولاد، فيدخل فيه علي وعمر وأولاد هما، أو خصوص الأحفاد بقرينة قوله: " روى جدهم " وقوله: " وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم " فيخرج ابنا أبي شعبة - كأبيهما - عنه، وإلى آل أبي شعبة (2) وجدهم فيتناوله التوثيق، ويتبع ولداه تفسير الآل، وما مر فيه من الاحتمال.
والظاهر عود الضمير إلى الآل مع جدهم المذكور معهم قبل التوثيق بالاستقلال، وأن المراد ب " الآل " مطلق الأولاد - كما يقتضيه عموم اللفظ وبعد تخصيصه بالأحفاد، وظهور قصد التعميم بعد التخصيص من هذا الكلام مع عموم البيت المذكور، وعدم اختصاصه ببعض أهله
صفحة ٢١٩
ودخول علي في التفصيل، فيدخل في الاجمال. ولا ينافي ذلك قوله: " جدهم " فإنه تغليب شائع، ولا قوله: " كان عبيد الله كبيرهم " لاحتمال أن يراد به كبيرهم رتبة وقدرا لا سنا، ويكون قوله " ووجههم " كالمفسر له وقد ظهر مما قلنا، دلالة كلام النجاشي على توثيق الجميع، ودخول علي في العبارتين، ودخول أبيه وأخيه في الثانية، وأن ما فهمه العلامة - رحمه الله - وغيره من هذه العبارة: هو الصواب في هذا الباب، وان داخله - بادئ الرأي - بعض الارتياب.
وروى أبو عمرو الكشي عن خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد الآدمي قال: حدثني أحمد بن عمر الحلبي (1) قال: دخلت على الرضا عليه السلام بمنى: فقلت له: جعلت فداك، كنا أهل بيت غبطة وسرور ونعمة، وأن الله تعالى قد أذهب ذلك كله حتى احتجنا إلى من كان يحتاج الينا، فقال لي: يا أحمد، ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر!! فقلت له:
جعلت فداك، حالي ما أخبرتك، فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون، ولك الدنيا مملوة ذهبا؟ فقلت له: لا والله
صفحة ٢٢٠
يا بن رسول الله، فضحك، ثم قال: ترجع من ها هنها إلى خلف، فمن أحسن حالا منك - وبيدك صناعة لا تبيعها بملء ء الدنيا ذهبا، ألا أبشرك؟
فقد سرني الله بك وبآبائك " فقال لي أبو جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: " وكان تحته كنز لهما " لوح من ذهب فيه مكتوب:
" بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله، محمد رسول الله، عجبت لم أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله ألا يستبطئ الله في رزقه، ولا يتهمه في قضائه " ثم قال: رضيت يا أحمد؟ قال قلت عن الله تعالى وعنكم أهل البيت (1) وفي سند الرواية خلف بن حماد، والظاهر توثيقه، وأبو سعيد الآدمي وهو سهل بن زياد، وفيه قول بالتوثيق.
وفي قول الرضا عليه السلام: " ألا أبشرك، فقد سرني الله بك وبآبائك " دلالة ظاهرة على حسن حال أحمد بن عمر وأبيه وجده، بل عمه علي أيضا بدخوله في " آبائه " تغليبا وترجيحا لظاهر الهيئة هنا على المادة. وليس سروره عليه السلام به وبآبائه إلا لاتباعهم أهل البيت وحسن عاقبتهم ووجود مثلهم في الشيعة.
وفى قوله عليه السلام: - يا أحمد، ما أحسن حالك، يا أحمد ابن عمر!! " بصيغة التعجب - ما يدل على بلوغه الغاية في ذلك. ويستفاد منه حسن حال أبيه حيث نسبه إليه في مقام حسن الحال، ولم يكتف بذكره - وحده - أولا، على ما يدركه الذوق السليم من مثل هذا لكلام. وقد يلوح ذلك أيضا من الآية التي ضربها أبو جعفر (ع) له مثلا، مع قوله تعالى فيها: " وكان أبوهما صالحا " والكنز المدخر له - على هذا - هو
صفحة ٢٢١
الايمان والعمل الصالح اللذان ورثهما من أبيه.
والمراد بأبي جعفر (ع): أبو جعفر الثاني عليه السلام. والظاهر: أن هذا الكلام منه قد وقع - وهو صغير - بحضرة أبيه قبل أن يخرج إلى خراسان، ولذا لم يعد النجاشي احمد من أصحاب الجواد عليه السلام (1)
(آل أعين):
أكبر بيت في الكوفة، من شيعة أهل البيت علهم السلام، وأعظمهم شأنا، وأكثرهم رجالا وأعيانا، وأطولهم مدة وزمانا.
أدراك أوائلهم السجاد والباقر والصادق (ع) وبقي أواخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى (2) وكان فيهم العلماء والفقهاء، والقراء والأدباء، ورواة الحديث.
(ومن) مشاهيرهم: حمران، وزرارة (3) وعبد الملك، وبكير
صفحة ٢٢٢