التعليقة على الفوائد الرضوية

القاضي سعيد القمي ت. 1107 هجري
31

التعليقة على الفوائد الرضوية

الرحمن: * (مرج البحرين يلتقيان) * (1) أي خلاهما لا يلتبس أحدهما

~~بالآخر، والمعنى خلط الظهور والبطون، وبعبارة أخرى: الوحدة والكثرة،

~~وبعبارة ثالثة: البحر العذب والبحر المالح.

وفي مناقب محمد بن شهرآشوب عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: *

~~(مرج البحرين يلتقيان) *.

قال: (علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه) (2) الخبر.

وهذا يرجع إلى ما قلنا من الظهور والبطون، فإن الظهور للرجل والستر

~~والبطون للمرأة، ولذلك ورد أن فاطمة عليها السلام هي ليلة القدر (3).

وهاهنا أسرار لا رخصة في ذكرها أكثر مما ذكرنا، وقد أشرنا إلى لمعة منها

~~في شرحنا لكتاب التوحيد لصدوق الطائفة رضي الله عنه (4).

* (بينهما برزخ لا يبغيان) *: البرزخ هو الحاجز بين الشيئين (5) والمراد

~~أنهما يتساويان بحيث لا يغلب الظاهر على الباطن، وكذا العكس، ولا ينبغي

~~اعتقاد رجحان أحدهما على الآخر مثل أن يعتقد أن ظهوره غلب بطونه كما يراه

~~طائفة، أو بطونه أشد من ظهوره كما يزعمه جماعة، أو أن ظهوره بشيء وبطونه

~~بشيء، بل هو جل برهانه ظاهر بعين أنه باطن وبالعكس، وأول بنفس أنه آخر

~~وبالعكس، فظهوره من حيث بطونه وبطونه من جهة ظهوره، وقربه من حيث بعده

~~وبعده من وجه قربه، لا بشيء آخر غيره تعالى، فهو الأول والآخر والظاهر

~~والباطن تعالى الله عما يقول الظالمون والعادلون علوا كبيرا.

صفحة ٧٤