ثلاثة (١) وعشرين سنة على الصحيح (٢)، الذي نسخ جميع الكتب.
(المبين) صفة لكتابه، والمبين: الظاهر أمره في الإعجاز، أو الواضحة معانيه والمبينة لمن تدبرها أنها من عند اللَّه (المتمسك بحبله المتين) أي: بدينه الإسلام أو بكتابه، لقوله ﷺ: "القرآن حبل اللَّه المتين" (٣) استعار له الحبل؛ من حيث أن التمسك به سبب النجاة عن الردى، كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة عن التردي.
(وعلى آله): وهم أتباعه على دينه إلى يوم القيامة على الصحيح (٤)،
_________
(١) كذا في الأصل. وصوابها: ثلاث وعشرين سنة.
(٢) ذكر أبو شامة في كتابه "المرشد الوجيز" (ص ١٣٥) أن الأقوال في ذلك ثلاثة: قيل: عشرون، وقيل: خمس وعشرون، وقيل: ثلاث وعشرون. قال: وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي ﷺ بمكة بعد النبوة. فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة. ولم يختلف في إقامته بالمدينة أنها: عشر، واللَّه أعلم. اهـ. وقد جاء في "صحيح البخاري" عن ابن عباس أنه فال: "بعث رسول اللَّه ﷺ لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٧/ ٢٣٠): هذا أصحُّ. اهـ وأكثر المؤرخين على هذا.
(٣) الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن (٥/ ١٧٢) عن علي. وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث الأعور مقال. اهـ. ويغني في الاستدلال عن هذا الحديث؛ الحديث الذي في "صحيح مسلم" (٤/ ١٨٧٤) عن زيد بن أرقم، أن النبي ﷺ قال: "ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب اللَّه ﷿ هو حبل اللَّه. . . " الحديث.
(٤) احتج لهذا القول بأن اللَّه تعالى أطلق الآل على الأتباع من أهل دين المتبوع، فقال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ وقال: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ﴾. وبقول النبي ﷺ لواثلة بن الأسقع: "وأنت من أهلي". رواه البيهقي في سننه (٢/ ١٥٢) وصححه، وجوَّد ابن القيم إسناده في "جلاء الأفهام" (ص ٢٢١) وبحديث أنس بن مالك أن النبي ﷺ سئل من آل محمد؟ فقال: "كل تقي من أمة محمد"، قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٦١) أخرجه الطبراني ولكن سنده واهٍ جدًّا. اهـ لأن في سنده عند الطبراني في "الصغير" (١/ ١١٥) نوح بن أبي =
1 / 11