الفوائد المدنية والشواهد المكية

محمد أمين الإسترابادي ت. 1023 هجري
15

الفوائد المدنية والشواهد المكية

محقق

الشيخ رحمة الله الرحمتي الأراكي

الناشر

مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

قم

يتمنى البدر لو أشرق فيه ، وكرم يخجل المزن الهاطل ، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل. وكان له في مبدأ أمره بالشام بحال لا يكذبه برق العز إذا شام ، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه ، فقطن بمكة وهو كعبتها الثانية ، ولقد رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين ، وكانت وفاته [ لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام ] (1) سنة 1061 (2) وله شعر يدل على علو محله. انتهى (3). وأورد له شعرا كثيرا ، منه قوله من قصيدة :

يا من مضوا بفؤادي عند ما رحلوا

من بعد ما بسويدا القلب قد نزلوا

وقوله مادحا بعض الامراء من قصيدة :

لك المجد والإجلال والجود والعطا

لك الفضل من نعمى لك الشكر واجب

أقول : وقد رأيته في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن ، ورأيته بمكة أيضا أياما وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ، ولما مات رثيته بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا ، نظمتها في يوم واحد ، وأولها :

على مثلها شقت حشا وقلوب

إذا شققت عند المصاب جيوب

صفحة ١٧