أبو طاهر المخلص: سمعت أبي: سمعت إبراهيم الحربي، وكان وعدنا أن يمل علينا مسألة في الاسم والمسمى، وكان يجتمع في مجلسه ثلاثون ألف محبرة، وكان إبراهيم مقلا وكانت له غرفة، يصعد فيشرف منها على الناس، فيها كوة إلى الشارع، فلما اجتمع الناس، أشرف عليها، فقال لهم: قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الاسم والمسمى (¬1) ثم نظر فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدي به، فرأيت الكلام فيها بدعة، فقام الناس وانصرفوا، فلما كان يوم الجمعة، أتاه رجل، وكان إبراهيم لا يقعد إلا وحده، فساءله عن هذه المسألة.
فقال: ألم تحضر مجلسنا بالأمس؟
قال: بلى. فقال: أتعرف العلم كله؟
قال: لا.
قال: فاجعل هذا مما لم تعرف.
وروي عن إبراهيم الحربي قال: الناس على أربع طبقات: مليح يتملح، ومليح يتبغض وبغيض يتملح، وبغيض يتبغض فالأول: هو المنى، الثاني: يحتمل وأما بغيض يتملح، فإني أرحمه، وأما البغيض الذي يتبغض فأفر منه.
صفحة ٩٥