فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
في منتصف الساعة التاسعة ورد تلغراف إلى فون درفلت ثاني سكرتير الإمبراطور هذا نصه:
مكيدة هائلة؛ محتال بزي ضابط سبق الرسول ومعه الأمر الرسمي بلا غلاف، فأخذ العلبة الثمينة، وجاء الرسول ومعه الغلاف وفيه أمر لرئيسة الدير بشأن البارونة ليوتي. فتدبر.
الإمضاء: ك. ش.
فلما اطلع فون درفلت على التلغراف، وقف مرتعبا وتلا التلغراف مرارا وهو يفكر في الأمر، وأخيرا لم ير بدا من رفعه إلى جلالة الإمبراطور، فأسرع واستاذن في الدخول وألقى التلغراف بين يدي مولاه. فلما اطلع الإمبراطور على التلغراف استشاط غضبا وقال: يا لله! هل أصبح كل من حولي خونة ضدي! كيف كان ذلك؟!
فقال فون درفلت متهيبا: في المكيدة أصبع البارونة مرثا برجن يا صاحب الجلالة. - يا لله من هذه الشيطانة اللئيمة! ولكن هل يمكن أن الكولونل فرنر يمالئ هذه الشريرة ضدي؟ - لا أظن يا مولاي، إن الكولونل لا يحيد قيد شعرة عن الإخلاص لجلالتكم. - ألا يمكن أن تكون البارونة ليوتي ماكرة وخداعة، وهي التي لعبت هذا الدور الفظيع؟ وإلا فكيف يبدل الأمر الذي في يد الكولونل فرنر بالأمر الذي أخذته المرأة مني لرئيسة الدير؟ إن التلاعب بأوامري لوقاحة أقل عقاب عليها السجن المؤبد. - إني واثق تمام الثقة يا مولاي بأن البارونة ليوتي بريئة من تهمة الخيانة لجلالتكم، ولا أبرئ من هذه المكيدة البارونة مرثا برجن. - لا أبرئ البارونة برجن، ولكن هذه البارونة لا يمكن أن تقوم بالمكيدة وحدها، فلا بد أن يكون معها خونة ممالئون لها. - أجل إن فرنند فرغتن من أكبر أعوانها، وهو بلا شك شريكها في الخيانة والمكيدة؛ لأني علمت أنهما كلاهما يجتمعان سرا في منزل منعزل في وسط حديقة في شارع فرنز.
فحرق الإمبراطور الأرم وقال: لعنة الله على فرغتن هذا، فإنه المعول الذي ينقب تحت أركان العرش. - وللبارونة صنيع آخر يا مولاي يدعى الماجور جوزف شندر، وأظن أنه هو الضابط المحتال الذي أشير إليه بهذا التلغراف. - من هذا الماجور شندر؟ - هو أحد رجال الحرس يا مولاي. - يا لله! وهل في حرسي خونة أيضا؟ - أجل يا مولاي، إنه يجتمع بالبارونة برجن في ذلك المنزل الذي تتآمر فيه البارونة مع أعوانها وصنائعها، وقد تثبت أنه كان مساء أمس معها هناك؛ فلا بدع أن تكون قد ولته تنفيذ هذه المكيدة الفظيعة . - عجبا! كيف يجسر هذا الخائن أن يترك واجبات وظيفته العسكرية ويذهب إلى تريستا لتنفيذ جريمة؟ - إنه في إجازة شهر يا مولاي.
فزمجر فرنز جوزف قائلا: سيكون الإعدام قصاص هذا الخائن. وما شأن ذلك المنزل الذي يأوي إليه أولئك الخونة؟ - إنه لسر مجهول يا مولاي، فإن فيه امرأة وفتاة لا قرابة بينهما على ما يظن، والبارونة برجن مسيطرة عليهما، وكأنها جعلت هذا المنزل مكان مؤتمراتها وملتقى لمن يريد اللقاء سرا كال ... - كمن؟ - كالبارونة فتسيرا يا مولاي.
فسخط الإمبراطور قائلا: البارونة فستسيرا! - أجل يا مولاي، فإنها تختلف إلى ذلك المنزل أيضا.
فحمي غضب الإمبراطور جدا وقال: وبالطبع يذهب البرنس رودلف إلى ذلك المنزل أيضا. بعد هذه الدقيقة لن يجتمع بها البرنس. يجب أن ترحل هذه الفتاة عن مملكتي كلها اليوم وستتبعها البارونة برجن على الأثر. إني أريد أن أنظف البلاط من هؤلاء الخونة، ولكن كيف حدثت هذه المكيدة الفظيعة؟
وكان فون درفلت يكفهر وقلبه ينتفض فقال: إنها لمكيدة شيطانية يا مولاي لا يمكن فهمها قبل أن يحقق أمرها، إني أخاف أن تذهب الحلي إلى زاوية المجهول وتتحول حفلة المساء المنتظرة إلى شبه فتنة في البلاط. فحبذا أن يعجل مولاي بإصدار أوامره للبحث عن ذلك المحتال قبل أن يدهور الحلي حيث يتعذر الحصول عليها في حينها، ولا يخفى على جلالتكم أن غرض أولئك الخونة إيجاد ذريعة جديدة لإثارة شغب المشاغبين من النواب الاشتراكيين.
صفحة غير معروفة