فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
فهزت كاترين رأسها وقالت: التمليق لا يقاوم دسيسة يا مولاي، ومع ذلك سأجرب مرة أخرى.
وما همت أن تخرج حتى سمعنا ضوضاء وجلبة وخصاما في رحبة الصرح، ففهما أن الماس والدر يتصارعان، ثم سمعا الدر يقول: إني حر في أن أدخل إلى كل غرفة في منزلي، لا يستطيع أحد أن يمنعني أو يخرجني.
فارتعدت كاترين وقالت: مولاي مولاي، إنه مقتحم إلى هذه الغرفة، ما رأيك أن أبادره برصاصة في صدره.
فانتهرها الإمبراطور قائلا: إياك أن تفعلي، إن فعلتك هذه تزعزع العرش بأركانه. - رحماك يا سيدي، يكاد يفلت من بين يدي الماس، فهل تريد أن يراك هنا؟
ولم يكن اكفهرار فرنز جوزف بأقل من اكفهرار كاترين شراط، فقال: لم يبق لي إلا أن أخرج خروج اللص الآن لأجلك يا كاترين.
ثم انسل من الغرفة إلى غرفة أخرى مجاورة لها، وفي تلك اللحظة دخل الدر وهو يرغي ويزيد ويقول: إن كان ثمة من مانع لطوافي في هذا المنزل، فلا بد من خيانة ترتكب فيه، علي أن أتحقق كل ما هو جار في هذا الصرح.
فأمسكته كاترين وانتهرته قائلة: إنك في حجرة طاهرة، فلا تدنسها بمظانك السيئة وأنت قادم من حمأة فجور، اجلس وقل لي الآن: ما الذي بدا لك حتى جئت معربدا؟ - لست سكرانا ولا مجنونا، وإنما أنا رجل عاقل، وقد دخلت إلى منزل زوجتي، ومن حقي أن أوجد في أي غرفة فيه، إلا إذا كانت زوجتي تخاف اكتشاف فضيحة، لا تقدري أن تقفي في سبيلي. - لك أن تطوف حيث تشاء.
وتركته يدخل في نفس الغرفة التي دخل فيها الإمبراطور، ثم طاف سائر غرف الصرح ورحباته، وكاترين تصحبه حتى انتهيا في البهو، فتنهدت كاترين الصعداء وقالت: إن كان قد سكن هياجك الآن فتعال نتحدث.
أما الإمبراطور فانسل من تلك الغرفة إلى الرحبة، حيث أخذ قبعته وأسرع مصطحبا الماس إلى خارج الصرح كحارس له، ثم أمره أن يعود، واستطرق إلى مدخل قصر شن برن السري.
الفصل الثامن
صفحة غير معروفة