فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
فأسرع الحراس الذين عند باب المقصورة وأرسلوا الأمر إلى الحراس المنتظرين في الإيوان الخاص بهم، فركب هؤلاء في الحال وحفوا بالمركبة الإمبراطورية التي درجت في الحال بالإمبراطور والإمبراطورة إلى القصر.
وما أشارت الإمبراطورة إلى سر تغيظها حتى أقنعها الإمبراطور بأن الملعب إمبراطوري؛ فلا حرج أن يكون فيه كل ما يليق بالإمبراطورية، ولم تجسر الإمبراطورة أن تمس الموضوع الذي كان يلعب بظنونها.
وقد مرت أيام فصل التمثيل ومدام شراط تظهر بالثوب الذي كان قذى في عيني اليصابت بنت دوق بافاريا وملكة النمسا.
الفصل الرابع
رذاذ دهاء على جذوة غيرة
في ذات يوم تأخر الإمبراطور فرنز جوزف في الصيد خلافا لعادته، فلعب الفأر في صدر إليصابات الإمبراطورة، فكانت تطوف في قاعات القصر على غير هدى وهي تلاهي نفسها هنا وهناك بما ترى وما تنظر، ولكن ثورة القلق كانت سائدة، ومتى كان القلق قلق غيرة فلا ينجي منه حول ملك ولا طول دولة.
لم يعد الإمبراطور إلى القصر حتى ضحى اليوم التالي، بعد أن ورد إلى الإمبراطورة بلاغ رسمي أن الإمبراطور قضى ليلته في قصر شن برن لسبب تأخره في الصيد.
وبعد أن دخل الإمبراطور إلى غرفته الخاصة استلفت نظره ما صادفه من تغير بعض الأشياء في مواضعها، فاستدعى إحدى الوصيفات وسألها: هل دخل أحد إلى هذه الغرفة؟ - نعم يا مولاي، جلالة الإمبراطورة أقامت فيها برهة وهي قلقة لطول انتظارها عودة جلالتكم.
وخرجت الوصيفة وبقى الإمبراطور يفحص ما في الغرفة، ولما أبدل ملابسه قصد إلى خدر الإمبراطورة ودخل إليها هاشا باشا، ولم تخف عليه آمائر كآبتها، فقال بعد أن جلس إلى جانبها: إني متأسف لاضطراري إلى التأخر يا إليصابات، فإن القنص كالقمار يغري، سواء في حالتي الإقبال والإدبار، ولكني توفقت كل التوفيق وستتغدين اليوم من صيدي.
فقالت وهي لا تزال عابسة: لا ريب عندي أنك كنت موفقا، ولست أنتظر طعام الغداء برهانا على توفيقك.
صفحة غير معروفة