فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
الإمبراطوار «فرنسوا جوزف» الذي كان يحسبه الناس ملكا مسالما طيبا، قضى حياته الطويلة عاشقا لممثلة حسناء تدعى «ماري شراط»، خسر بسببها زوجته وابنه. في هذه الرواية تقرأ العجب العجاب من دسائس البلاط النمساوي بين الممثلة الحسناء ووصيفة الإمبراطورة، وفي الوقت نفسه ترى مرسحا من السياسة النمساوية الداخلية ونشاط الحزب الاشتراكي.
نقولا الحداد
مصر في أول مارس سنة 1922م
القسم الأول
أزمة الإمبراطور
الفصل الأول
عريضة استرحام وعريضة غرام
في ربيع سنة 1890 كان الإمبراطور فرنسوا جوزف ملك النمسا والمجر مستلقيا في مقصورته الخاصة على مقعد من الدمقس، وكاتب سره فون شلر ينتظر في غرفته الخارجية طنين الجرس الكهربائي لكي يلبي أمر سيده في الحال، فيدخل ويدفع إليه أوراقا ويتناول منه أوراقا. ففي إحدى الدفعات أمره الإمبراطور أن يستدعي وزير الحقانية في الحال.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى وافى الوزير والتمس أمر ملكه، وكان الإمبراطور لا يزال يقرأ ورقا بين يديه، فاستمر يقرأ إلى أن انتهى، ثم رفع نظره إلى الوزير وهو يضرب بقفا كفه على الورق الذي في يده، وقال: ماذا فعلتم بقضية شاب شراط هذا؟ - أظن الجلسة غدا يا مولاي؟ - تظن؟ والقضية ضد متطاول على التاج! - مولاي إن جهلي ميعاد القضية لا يدل على قلة اهتمامي بها، وإنما لا يخفى على جلالتكم أن تعيين مواعيد القضايا مختص بالمحكمة، والذي أعلمه أن ميعادها غدا، ومخافة أن أكون مخطئا أقول أظن. - وما ظنك في الحكم على الجاني؟ - وماذا يكون الحكم بغير العقوبة القصوى على من تبلغ به القحة أن يتطاول على مقام جلالة الإمبراطور السامي بقول هراء؟ - وما هي العقوبة القصوى؟ - العقوبة على من يقذف باسم جلالة الإمبراطور الأعظم الأشغال الشاقة من 3 سنين إلى خمس، وسيكون الحكم بالسنين الخمس على شاب شراط. - وهل البينات موفورة؟ - عندنا عدد ممن سمعوا خطاب ذلك الوقح. - إذن فليكن الحكم عشر سنين بالأشغال الشاقة.
فازدرد الوزير لعابه وقال: مولاي، إن ذلك الوقح الخسيس يستحق الموت، ولكن القانون ...
صفحة غير معروفة