وفيما يلي كلام يتناول هذا الموضوع ببعض التفاصيل، ونسلف القول في تلخيصه فنقول: إننا لا نزعم أننا وقفنا على الدليل القاطع الذي يثبت نسب عبيد الله رأس الدولة الفاطمية، ولكننا لم نقف على دليل قاطع ينفي ذلك النسب، ووقفنا على شبهات كثيرة توجب الشك في مطاعن الطاعنين، وهذه الشبهات في روايات نسابة كابن حزم نموذج لما وقفنا عليه.
القسم الثاني
... والفاطميون
الفصل التاسع
الفاطميون
كل أبناء السيدة فاطمة الزهراء فاطميون، ولكن اسم الفاطميين يطلق في تاريخ الدول على أبناء إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، ويسمون من أجل هذا بالإسماعيليين.
وقد كان أبناء الزهراء يعرفون أحيانا باسم آل البيت، فلما استأثر العباسيون بالخلافة غلب عليه اسم العلويين.
وجاء الفاطميون ففضلوا الانتماء إلى الزهراء؛ لأنهم يقيمون حقهم في الخلافة على أنهم أسباط النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأنهم أبناء الوصي علي بن أبي طالب، ولكن العباسيين ينازعونهم دعوى الوصاية وينكرونها، ويقولون: إن الانتساب إلى النبي من جانب عمه العباس أقرب من جانب علي ابن عمه أبي طالب، ومن أجل هذا يتسمى الفاطميون بهذا الاسم؛ لأن بنوة الزهراء نسب لا يدعيه العباسيون.
أما تغليب اسم الإسماعيليين عليهم فمرجعه انتماؤهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وقولهم: إنه هو الإمام بعد أبيه، وبهذا الاسم يتميزون من أبناء السيدة فاطمة الآخرين، وهم ذرية موسى الكاظم، وهو الأحق بالإمامة في مذهب الإماميين الاثني عشريين.
صفحة غير معروفة