فاطمة بنت النبي ﷺ سيرتها، فضائلها، مسندها ﵂ -

إبراهيم بن عبد الله المديهش ت. غير معلوم

فاطمة بنت النبي ﷺ سيرتها، فضائلها، مسندها ﵂ -

الناشر

دار الآل والصحب الوقفية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فاطمة بنت النبي ﷺ سيرتها، فضائلها، مسندها ﵂

1 / 1

(ح) دار الآل والصحب الوقفية، ط. الأولى ١٤٤٠ هـ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف الطبعة الأولى رمضان ١٤٤٠ هـ دار الآل والصحب الوقفية في: الرياض/ المدينة/ الأحساء المركز الرئيسي: الرياض: هاتف ٩٢٠٠٠٨٦٣٧ الموقع الشبكي: www.alaalwalsahb.com

1 / 2

فاطمة بنت النبي ﷺ سيرتها، فضائلها، مسندها ﵂ دراسة حديثية تاريخية موضوعية تأليف إبراهيم بن عبد الله المديهش المجلد الأول

1 / 3

تقديم سماحة الوالد ــ حفظه الله ورعاه، وجزاه خيرا ــ إِلَى ابْنِي إبْرَاهِيْمَ لَقَدْ سَرَّنِيْ كِتَابُكَ عَنْ فَاطِمَةَ ﵂، أَسْأَلُ الله العَظِيْمَ أَنْ يُبَارِكَ فِيْكَ، وَفِيْ الْكِتَابِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِكُمَا المسْلِمِيْنَ. والدك

1 / 4

المقدمة: وفيها: ١ - أهمية الموضوع، وأسباب اختياره. ٢ - أهداف الموضوع. ٣ - حدود البحث. ٤ - عدد الأحاديث. ٥ - خطة البحث. ٦ - منهج البحث. ٧ - تنبيهات.

1 / 5

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللهم لك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، مِلءَ السماءِ، ومِلءَ الأرضِ، ومِلءَ ما بينهما، ومِلءَ ما شئتَ مِن شيءٍ بَعْدُ، أهلَ الثناءِ والمجْدِ، أحقُّ ما قال العَبدُ، وكلُّنا لكَ عَبْدٌ، لا مانِع لما أعطَيتَ، ولا مُعطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ. اللهُمَّ لكَ الحمْدُ على الإعَانةِ والتوفيقِ، والسدادِ والتمامِ، ياربِّ ما بي مِن نعمة أو بأحَدٍ من خَلْقِكَ فمَنْكَ وحدَكَ لا شَرِيكَ لك، فلَكَ الحمدُ ولَكَ الشُّكْرُ. اللهمَّ صلِّ على محمد، وآل محمَّدٍ، كما صَلَّيتَ على إبراهيم وآل إبراهيم، إنكَ حميدٌ مَجِيدٌ. وبارِكْ عَلى محمَّدٍ، وآل محمَّدٍ، كما بارَكْتَ عَلى إبراهيم، وآلِ إبراهيم، إنَّك حميدٌ مَجِيدٌ. أما بعد فإنَّ إيمانَ المرءِ لا يكْمُلُ حتَّى يكونَ النبيُّ ﷺ أحبَّ إليه من ولَدِهِ ووَالِدِهِ والنَّاسِ أجمعين، وحتَّى يحبَّه أكثرَ مِن حُبِّهِ لِنَفْسِهِ ﷺ. وفي الفطرة: مَن أحبَّ شيئًا أحبَّ مَن يوافِقُهُ، وما يُوافِقُهُ، ومِن هذه الفطرة الغريزية مَع التوجيهِ الشرعي بالعناية بآل البيت، تكمُل لآل البيت

1 / 7

النبوي المحبةُ إجلالًا وتعظيمًا وتقربًا إلى الله تعالى. وعلماءُ أهل السنةِ والجماعةِ لِسانٌ واحد لا يتردَّدُ ولا يتذبذب، بل يُفصح ببيان، ويرفع بيانه بلا مواربة: أنَّ مِن عقيدة أهل السنة والجماعة محبةَ آل البيت النبوي وموالاتهم، ومعرفةَ فَضْلِهم، وحقِّهم على الأمة، وشَرَفِهم بانتسابهم للنبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وتحقيقِ وصيَّة النبيِّ ﷺ بهم. لذلك حفلَتْ كُتبُ اعتقادِ أهلِ السُّنَّة والجماعة ببيان حَقِّ آل البيت، وما يجب تجاههم. وجاءت المؤلفات تترى - قديمًا وحديثًا - في بيان فَضْلِهم ومَنَاقِبِهم عامة فيهم، وخاصة في عدد من أفرادهم. (^١) وما عَلِق كُرْهُ آلِ البيت بقَلْبِ أحَد إلا ساءَتْ حالُه، وتتابع الخزيُ عليه؛ لِنَقْصِ اعتقادِهِ، وتناقضِ ادِّعَائِه محبةَ النبيِّ ﷺ، ومخالَفَتِهِ له في وصَايَتِهِ بالعناية بآلِ بيتِهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ لذا نرَى انقراضَ الفِرْقَةِ المرذولة المبتدعة «النواصب» من زمن بعيد (^٢)، ولم ينبت لهم نابتة منذ قرون متطاولة إلى زماننا هذا - ولله الحمد ـ. فالمسلمون أجمعون يحبُّونَ النبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، ويحبُّونَ آلَ بيتِهِ، وتتهَلَّلُ أسارِيرُهُم، وتَطيبُ مجالِسُهُم بِذكرِهِمْ ﵃.

(^١) سيأتي بيان ذلك في التمهيد: المبحث الرابع. (^٢) سيأتي بيان ذلك في التمهيد: المبحث الثالث.

1 / 8

ومِن أقربِ آل بيتِ النبيِّ ﷺ إليه: أولادُه، وأزواجُه ﵃. ولآلِ بيتِ النبيِّ ﷺ خصائصُ ومزايا، وفضائلُ عِدَّة، حَفِظَها أهلُ السنة والجماعة روايةً ودرايةً ورِعايةً وعملًا؛ استجابةً لوصية النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بآل بيته، كما قال ﷺ: «أُذَكِّرُكم الله في أهلِ بَيتِي، أُذَكِّرُكُم اللهَ في أهلِ بَيتِي، أُذَكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي ... الحديث». (^١) ااومن أهل بيته، بل من أقربهم إليه: ذؤابةُ (^٢) نساءِ هذه الأمة، بضعَتُهُ (^٣)

(^١) «صحيح مسلم» حديث رقم (٢٤٠٨)، وسيأتي بيان معناه في التمهيد: المبحث الثالث. (^٢) ذؤابة كل شئ أشرفه وأعلاه. «النهاية» لابن الأثير (٢/ ١٥١)، «القاموس المحيط» ... (ص ٨٤). (^٣) وصف «البضعة النبوية» ليس خاصًا بفاطمة، بل كل أولاده ﵃ بضعة منه ﷺ، وإنما ورد وصف فاطمة كثيرًا على لسان المترجمين بالبضعة النبوية، لورودها في حديث جاء لمناسبة - كما سيأتي في مبحث غيرته ﷺ عليها ـ، ولا ينبغي التزام ذلك، فإنَّ قصر هذا الوصف عليها، يشابه قول مَن يدَّعي أن ليس للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الأولاد إلا فاطمة فحسب، وبقية البنات: (رقية، وزينب، وأم كلثوم) ربائبه لا بناته! ! وهذا كذب على كذب من كذب - وسيأتي بيانه ـ. وإنَّ الوصف الوحيد التي انفردت به عن أخواتها هو «السيدة»، لأنها سيدة نساء هذه الأمة، ونساء أهل الجنة ﵂.

1 / 9

التي قال عنها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَنْ أغْضَبَهَا فَقَدْ أغْضَبَنِي». (^١) فهي «سيدة نساء العالمين في زمانها، البَضْعَةُ النَّبَوِيَة، والجهَة المصطَفَوِيَّة، أُمُّ أَبِيْهَا، بنت سَيِّدِ الخلقِ رسُولِ الله ﷺ ... وقد كان النبيُّ ﷺ يُحبُّها، ويُكرِمُهَا، ويُسِرُّ إليها، ومناقبُهَا غَزيرَةٌ، وكانَت صَابِرةً، ديِّنَةً، خَيِّرَةً، صَيِّنةً، قَانِعَةً، شَاكِرَةً للَّهِ ..». (^٢) قال الحافظ أبو بكر الآجُرِّي (ت ٣٦٠ هـ) ﵀: (اعلموا ... - رحمنا الله وإياكم - أنَّ فاطمة ﵂ كَريمةٌ على الله ﷿، وعلى رسولِه ﷺ، وعند جميع المؤمنين، شَرَفُهَا عظيم، وفَضْلُهَا جَزيل، النبيُّ ﷺ أبوها، وعليٌّ ﵁ بَعْلُهَا، والحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة ولداها، وخديجة الكبرى أمُّهَا، قد جمع الله الكريم لها الشرف من كل جهة، مُهْجَةُ رسول الله ﷺ، وثمرةُ فؤادِه، وقُرَّةُ عَيْنِهِ ﵂، وعَن بَعْلِهَا، وعن ذُرِّيَّتِها الطيبة المباركة، قال النبي ﷺ: «فاطمة سيِّدةُ نساءِ عالَمِها».

(^١) «صحيح البخاري» حديث رقم (٣٥١٠). (^٢) «سير أعلام النبلاء» (٢/ ١١٨).

1 / 10

وقال ﷺ: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت رسول الله ﷺ وآسية امرأة فرعون». (^١) إنَّ هذه السيدةَ الكريمةَ صاحبةُ «الأصل الشريف، والنسب المنيف، والفطرة الطاهرة، في الأسرة الفذَّة، قرآنٌ يُتلى، وحديثٌ نَبَويٌّ يتردَّدْ، وقُدوةٌ عليا، وتَربِيةٌ نبوية، وبيئةٌ جادَّة صارمة، ورسالةٌ سامية عالية ... هي بنتُ النبي ﷺ في النسب الزَّكِيِّ، وبنتُه في الشمائل والأخلاق البهيَّة، وجلائلِ الأعمال الرضيَّة، كانت ﵂ كما وصفها أبطن الناس بها عائشة ﵂، صورةٌ مقاربة لأبيها ﷺ في كلامِه، وحَديثِه، وجِلْسَتِه، ومِشْيَتِهِ، وهَدْيِه، وسَمتِهِ، ودَلِّهِ، وسكينَتِه، ووقارِه، في شمائل ندية، وأوصاف عطرة زكية. كانت فاطمة ﵂ نعم البنت في نشأتها، ونعم البنت في آدابها وأخلاقها وأعمالها ومواقفها مع أبويها، ونعم الزوجة في رعايتِها وقيامِها بما يجب عليها، وصبرِها على ضيق العيش مع زوجها، ونِعْمَ الأم في عنايتها بأولادها وتربيتِهم على أخلاق أبويها، فكانوا خيارًا من خيار. عاشَتْ عابِدَةً، زاهِدةً، صابِرةً، راضِيةً، خدَمَتْ أبيها، وشهدت لحظاته

(^١) «الشريعة» (٥/ ٢١١٣).

1 / 11

كلها من قبيل البعثة إلى موته ﷺ». (^١) رأت ﵂ المصائب والمتاعب على أبيها ﷺ، ورأت صبرَه ومجاهدتَه وعبادتَه، ابتُلِيَت بفقد أخواتها، وهِجرَتِها من بلدها، رأتْ ثِقَل الأمانة وهمَّ الرسالة على أبيها، مع قلة المعيشة، والرضا باليسير. غادرَتْ الدنيا قريبًا من منتصف العمر (٢٩ سنة)، لم يُتَحْ لها في حياة أبيها أن تُحدِّثَ وتُعلِّمَ، ولم تمكث بعد وفاة أبيها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا يسيرًا (ستة أشهر)، وغادرت الدنيا، بمواقف وهدي وكفاح يقتدى به، لذا كانت سيدة نساء أهل الجنة، وكانت مثالًا للنساء على الصبر واليقين ﵂. ومع مكانتها المرعية عند المسلمين، إلا أن بعض أهل الأهواء والبدع ممن يدَّعِي محبة آل البيت أكثرَوا من التصنيف في فضائلهم، وذِكْرِ ما استقرَّ في عقيدتهم من العداء بين الصحابة وآل البيت، ورواية المكذوبات من الأخبار عما جرى على فاطمة ﵂، وبالأخص ما رووه زورًا من ظلم أبي بكر، وإهانة عمر بن الخطاب لفاطمة ﵃، وما فتئوا يذكرون افتخارًا عنايتهم بآل البيت، ويستدلون على أهل السُّنَّةِ بمَرويات وردَتْ في كتب أهل السنة والجماعة، ولو كان أهلُ السُّنَّة والجماعة أوردوها في كتب الموضوعات. (^٢)

(^١) «فاطمة الزهراء» لعبدالستار الشيخ (٣٥٧ - ٣٥٨). بتصرف (^٢) من النماذج ما ذكره محقق كتاب «مسند فاطمة ﵍» للرافضي التويسركاني، ط. دار الصفوة في بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٣ هـ، (٤٥٤ صفحة) حيث زعم عدم اعتناء أهل السنة والجماعة بأحاديث فاطمة، مع أنه في مقدمته وفي الكتاب الذي يحققه لم يذكرا حديثًا واحدًا مسندًا عن فاطمة، بل كل أحاديثه ينبو عنها العقل، ولا يثبتها نقل ولو بأسانيد متصلة عندهم في كتبهم. وللمزيد انظر في كتابي هذا: الباب الثاني: الفصل الرابع: المبحث الأول. وقد ذكر الرافضي: محمد كاظم القزويني في كتابه «فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد» ... (ص ١٠ - ١١) ذمًا لأهل السنة لافتعال الأحاديث؛ للنيل من فاطمة! ! وهذا كذب مرسل، فإنه لا يُعرف أحدٌ عَلِمَ الحق وأقامَه فيما يتعلق بآل البيت - ومنهم فاطمة - إلا أهل السنة والجماعة، وانظر ما سيأتي في التمهيد: المبحث الثالث.

1 / 12

ولأهمية إفرادِ موضوع فاطمة ﵂ بالتأليف، تقريرًا للصحيح، وبيانًا للباطل والردئ، رغبت في كتابة هذه المعلمة الشاملة تجمع مسند فاطمة، والمرويات في سيرتها، وفضائلها ﵂، وقد اخترتُ لها العنوان التالي: فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سيرتها ــ فضائلها ــ مسندها ﵂ دراسة حديثية تاريخية موضوعية (^١)

(^١) أصل كتابي هذا: رسالة دكتوراه، سجَّلتُها في قسم السُّنَّةِ وعُلومِها، في جامعة الإمام محمد بن سعود في «الرياض» بتاريخ (١٤/ ٥/ ١٤٣٢ هـ)، وقدَّمتُها إليه بتاريخ ... (١٥/ ٧ /١٤٣٨ هـ)، ونُوقِشَتْ يوم الخميس (١٧/ ٤/ ١٤٣٩ هـ)، وهذه النسخة التي بين يديك فيها إضافات كثيرة جدًا - ولله الحمد والفضل والمِنَّة والشكر ـ. كانت الرسالة بإشراف الشيخ أ. د. عبدالرحمن بن عبدالكريم الزيد - حفظه الله ـ. هذا، وقد كنتُ أعددتُ مخطط الموضوع كاملًا؛ في عام (١٤٢٧ هـ) .... فأصبح ارتباطي بالموضوع أربع عشرة سنة - والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ـ.

1 / 13

أهمية الموضوع، وأسباب اختياره: ١. المكانة الشرعية التي حظيت بها سيدة نساء المؤمنين فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. ٢. أن أحاديثها لم تُستوعب في موضع واحد، مع أهمية ذلك. ٣. الحاجة إلى تمحيص مسند فاطمة، والمرويات في سيرتها وفضائلها، بتمييز صحيحها من ضعيفها، وبيان دلالتها الشرعية، وموقف أهل السنة والجماعة منها.

1 / 14

٤. إظهار عناية أهلِ السُّنةِ والجماعة بشأن فاطمة ﵂، والأحاديث الواردة في سيرتها وفضائلها. أهداف الموضوع: ١. جَمْعُ مُسنَدِ فاطمةَ بنتِ النبيِّ ﷺ، والمرويات في سيرتها وفضائلها. ٢. تخريج الأحاديث، ودراستها دراسة حديثية، وبيان الصحيح من الضعيف من المكذوب. ٣. دراسة المرويات في سيرتها وفضائلها دراسةً حديثية تاريخية موضوعية. ٤. جمع كلام العلماء من المؤرِّخين وغيرِهم في ترجمة فاطمة، وما له علاقة بها. ٥. بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في آل بيت النبي ﷺ، والرد على أهل الأهواء الذين يُلزمون أهل السنة والجماعة بمرويات ضعيفة أو موضوعة وردت في شأن فاطمة ﵂. ٦. إظهار عناية أهلِ السُّنةِ والجماعة بشأن فاطمة ﵂. ٧. الذب عن السيدة فاطمة ﵂ مما لحق بها من الأكاذيب، والأحاديث الضعيفة - وهي كثيرة جدًا ـ. ٨. بيان موقف الرافضة، والإسماعيلية، والمستشرقين، والكتابات الصوفية المعاصرة، من فاطمة ﵂. حدود الكتاب: أصول المباحث: كل حديث في كتب السنة المطبوعة المسندة يتعلق بفاطمة ﵂، في بيان سيرتها من ولادتها إلى وفاتها، وفضائلها، والأحاديث الواردة ضمن مسندها. فمتون الكتاب من كتب السنة المشرفة المسندة، واستفدتُ في الترجمة، والدراسة الموضوعية من كتب السيرة، والتاريخ، وغيرها. لذى جرى تحديد المباحث والفصول وفق المرويات المسندة، ومالم يرد مسندًا أدخلته في الدراسة الموضوعية للمباحث، ومالم يوجد له مبحث أو مدخل، وضعته ضمن ترجمتها في التمهيد: المبحث الثاني.

1 / 15

فائدة وتنبيه: إنَّ في كتبِ السُّنَّة المشرَّفَة مَوْرِدًَا عَذْبًَا، ورِيًَّا هَنِيًَّا، لمن أراد شيئًا عن الصحابة ﵃ ــ ومنهم آل البيت ــ، فهي أحسنُ علمًا وأثاثًا ورِئيًا من الكتب الإنشائية الأدبية المعاصرة التي لا يستقيم عودها إلا بزيادات تُكمل القصة، وتحسِّن سرد السيرة، سواء أضيفت من كتب وأخبار مكذوبة، أو افتعلها مؤلفها ليكتمل بناء كتابه القصصي، ألا فاحذَرْ من هذا النوع، وللأسف هو الذي يروج عند العامة، لمتعته، وبه ترسخ كثير من الأحاديث المنسوبة للنبي ﷺ وهي باطلة، وكذا قصص السيرة والصحابة، وبالكاد تمحو هذه الأساطير من الأذهان، لقوة أثر القصص المشوِّقة الحديثة، ورواجها، واللهُ المستعان. عدد الأحاديث: - عدد الأحاديث إجمالًا: (٧٥٥) سبعمئة وخمسة وخمسون حديثًا. - عدد أحاديث الصحيحين أو أحدهما: (١٢٨) مئة وثمانية وعشرون حديثًا. - عدد الأحاديث المكررة: (٢٧) سبعة وعشرون حديثًا. - عدد أحاديث «مسندِها»: (٤٩) تسعة وأربعون حديثًا. (^١) - عدد الأحاديث بدون المكرر، وما في الصحيحين أو أحدهما: (٦٠٠) ستمئة حديثٍ.

(^١) اثنان منها بلا إسناد كما في «المستدرك على مسند فاطمة». وتجد تفصيل أحاديث «المسند» في مقدمة الباب الثالث.

1 / 16

الدراسات السابقة، والمؤلفات المفردة في فاطمة: لم أقف ــ بعد البحث ــ على من جمع مسندها، والأحاديث الواردة في شأنها، معتنيًا بوحداتها الموضوعية، وتمحيص المرويات: تخريجًا، ودراسةً علمَيَّةً مُفصَّلةً، مع دراسة موضوعية حديثية وتاريخية. هذا، وبعد الاطلاع على دراسات أهل السُّنَّة والجماعَةِ عن فاطمة ﵂ (^١)، وما دخلَ كثيرًا منها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وبعضِ دراسات الرافضة والإسماعيلية والمستشرقين عن فاطمة (^٢)، وما ادَّعَتْه الرافضة من عنايتهم بسيرتها وأحاديثها، واستفادة المستشرقين والصوفية من بعض أفكار وكتابات الرافضة؛ لأجل ما سبق ظهرَتْ أهمية الكتابة العلمية في موضوع فاطمة ﵂، فهو بحاجة ماسَّة إلى جَمعٍ كل ما ورد في شأنها، مع العناية بمسندها، وتخريج ذلك تخريجًا علميًا، مع دراسة أسانيدها دراسة مفصلة، وترتيب أحاديث سيرتها وفضائلها ترتيبًا موضوعيًا رواية ودراية؛ وأيضًا جمع المنقولات التاريخية وتحريرها وبيان المقبول منها، مع ملاحظة الفرق بين منهج نقد الرواياتالحديثية ومنهج نقد الروايات

(^١) كانت في المقدمة، ونظرًا لطولها وما تضمنته من عرض ونقد لبعضها؛ جعلتها في مبحث مستقل، ووضعتها في التمهيد: المبحث الأول. (^٢) انظرها في التمهيد: المبحث الخامس.

1 / 17

التاريخية. (^١) وهذا كلُّه إعلاءً لشأن السيدة فاطمة بنتِ رسولِ اللهِ ﷺ، وشأنِ آلِ البيت، واستكمالًا لما بدأ به أئمة الإسلام من جمع لبعض فضائل فاطمة في كتبهم: الجوامع، والفضائل، والاعتقاد، والسير، والكتب المفردة ... ورَدًَّا على الشُّبَهِ المثارة من لدن الرافضة والإسماعيلية على أهل السنة والجماعة؛ وكذا شبه المستشرقين النصارى، وما أدخلته الصوفية في شأنها، وما درج في عبث المعاصرين. لذا استعنتُ بالله وحدَه، فعقدت الكتابَ على الخطة التالية:

(^١) سيأتي بيان هذه المسألة في التمهيد: المبحث السادس.

1 / 18

خطة الكتاب يشتمل الكتاب على: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة، وفهارس. المقدمة: فيها بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، وحدود البحث، وعدد الأحاديث، وخطة البحث ومنهجه. التمهيد: وفيه ستة مباحث: المبحث الأول: المؤلفات في فاطمة ﵂ ــ عرض ونقد ـ. المبحث الثاني: ترجمة فاطمة ﵂. المبحث الثالث: عقيدة أهل السنة والجماعة في آل بيت النبي ﷺ. المبحث الرابع: عناية أهل السنة والجماعة بجمع مرويات آل البيت وفضائلهم. المبحث الخامس: فاطمة ﵂ في كتب: الرافضة، والإسماعيلية، والمستشرقين. المبحث السادس: تطبيق منهج النقد الحديثي على مرويات السيرة ... والروايات التاريخية.

1 / 19

الباب الأول: الأحاديث الواردة في سيرتها، وفيه خمسة فصول: الفصل الأول: حالها مع أبيها رسول الله ﷺ، وفيه سبعة مباحث: المبحث الأول: ولادتها، وترتيبها بين أخواتها. المبحث الثاني: تسميتها فاطمة، ونسبُها، وكنيتها، ولقبها. المبحث الثالث: شبهها بأبيها محمد ﷺ. المبحث الرابع: نفقة النبي ﷺ عليها. المبحث الخامس: قيامه ﷺ عليها بالعدل. المبحث السادس: حالها في وفاة النبي ﷺ. المبحث السابع: طلبها ميراث أبيها ﷺ. الفصل الثاني: زواجها بعلي بن أبي طالب ﵁، وفيه خمسة مباحث: المبحث الأول: خطبتها، ومشاورة النبي ﷺ لها في زواجها. المبحث الثاني: مهرها. المبحث الثالث: تجهيزها. المبحث الرابع: البناء بها. المبحث الخامس: وليمة عُرسها ﵂.

1 / 20

الفصل الثالث: حالها مع زوجها علي بن أبي طالب ﵄ وفيه خمسة مباحث: المبحث الأول: غبطة الصحابة علي بن أبي طالب؛ لزواجه بفاطمة ﵃. المبحث الثاني: افتخاره بها. المبحث الثالث: أنها أحد ركنيه. المبحث الرابع: وقوع المغاضبة بينها وبين زوجها أحيانًا. المبحث الخامس: خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش. الفصل الرابع: حالها مع ابنيها الحسن والحسين ﵃ وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: ولادتهما. المبحث الثاني: العقيقة، والصدقة عنهما. المبحث الثالث: ملاطفتها لهما. المبحث الرابع: طلبها من أبيها ﷺ أن يورِّثهما. الفصل الخامس: وفاتها ﵂ وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: وقت وفاتها. المبحث الثاني: وصيتها ﵂. المبحث الثالث: الصلاة عليها ودفنها.

1 / 21