الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
محقق
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
الناشر
مكتبة الجيل الجديد
مكان النشر
صنعاء - اليمن
عباد القبور، أو الملائكة، أو غير ذلك من المخلوقات.
ومن هذا القسم شرك فرعون، إذ قال منكرا الرب الخالق: ﴿وما رب العالمين﴾ [الشعراء:٢٣] وقال مدعيا لنفسه الربوبية ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ [النازعات:٢٤] وأمثاله ممن يدعي لنفسه الربوبية.
وقد رد الله- سبحانه- على أصحاب هذا الشرك في آيات كثيرة من القرآن:
(منها): قال تعالى في سورة الأعراف (١٩١ - ١٩٢): ﴿أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون﴾ (١).
(ومنها): قوله- سبحانه- في وصف آلهتهم: ﴿واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا﴾ [الفرقان: ٣] (٢).
٢ - الشرك في توحيد الأسماء والصفات:
وهو نوعان:
(أحدهما): تشبيه الخالق بالمخلوق. كمن يقول: يد الله كيدي و..... وهو شرك المشبهة الذين رد الله عليهم بقوله: ﴿ليس كمثله شيء﴾ [الشورى: ١١] وقوله: ﴿ولا يحيطون به علما﴾ [طه:١١٠] ٠ (٣)
(والثاني): اشتقاق أسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق، قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون﴾
(١) انظر تفسير ذلك في " فتح القدير " (٢/ ٢٧٤). (٢) انظر تفسير ذلك في " فتح القدير " (٤/ ٦١). (٣) " التحف في الإرشاد إلى مذاهب السلف " للشوكاني. وهى ضمن هذا القسم- العقيدة- برقم (٣)
1 / 103