297

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

محقق

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

الناشر

مكتبة الجيل الجديد

مكان النشر

صنعاء - اليمن

المحلات، ولو طلب الواحد منهم أن يسمح بجزء من ذلك لله ﷿ لم يفعل، وهذا معلوم يعرفه من عرف أحوال هؤلاء.
[اعتقاد القبوريين في الأموات]
فإن قلت: إن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله هو الضار النافع، والخير والشر بيده، وإن استغاثوا بالأموات قصدا لإنجاز ما يطلبونه من الله -سبحانه [وتعالى]-.
قلت: وهكذا كانت الجاهلية، فإنهم يعلمون أن الله هو الضار النافع، وأن الخير والشر بيده، وإنما عبدوا أصنامهم لتقربهم إلى الله زلفى كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز.
نعم إذا لم يحصل من المسلمين إلا مجرد التوسل الذي قدمنا تحقيقه فهو كما ذكرناه سابقا، ولكن من زعم أنه لم يقع منه إلا مجرد التوسل وهو يعتقد من تعظيم ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده في أحد من المخلوقين، وزاد على مجرد الاعتقاد فتقرب إلى الأموات بالذبائح والنذور، وناداهم مستغيثا بهم عند الحاجة، فهذا كاذب في دعواه أنه متوسل فقط، فلو كان الأمر كما زعمه لم يقع منه شيء من [٢٢] ذلك، إذ المتوسل به

1 / 341