الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
محقق
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
الناشر
مكتبة الجيل الجديد
مكان النشر
صنعاء - اليمن
الله عليه وآله وسلم- منافق يؤذي المؤمنين، فقال أبو بكر: قوموا بنا نستغيث برسول الله- ﵌ من هذا المنافق، فقال النبي ﵌: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ".
فمراده أن- ﵌ أنه لا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله، وأما ما يقدر عليه المخلوق فلا مانع من ذلك، مثل أن يستغيث المخلوق بالمخلوق ليعينه على حمل الحجر، أو يحول بينه وبين عدوه الكافر، أو يدفع عنه سبعا صائلا، أو لصا، أو نحو ذلك.
وقد ذكر أهل العلم: أنه يجب على كل مكلف أن يعلم أن لا غياث ولا مغيث على الإطلاق إلا الله سبحانه، وأن كل غوث من عنده، وإذا حصل شيء من ذلك على يد غيره فالحقيقة له سبحانه، ولغيره مجاز. ومن أسمائه المغيث والغياث.
قال أبو عبد الله الحليمي (١) الغياث (٢) هو المغيث، وأكثر ما يقال غياث المستغيثين، ومعناه: المدرك عباده في الشدائد إذا دعوه، ومجيبهم ومخلصهم (٣).
وفي خبر الاستسقاء في الصحيحين [٢] (٤): "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" يقال: أغاثه
(١) هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم، البخاري، الشافعي، فقيه، محدث، أديب، ولد ببخارى سنة ٣٣٨ هـ ونشأ بها، وولي القضاء، وتوفي في ربيع الأول سنة ٤٠٣هـ.
من تصانيفه: المنهاج في شعب الإيمان، آيات الساعة وأحوال الساعة. انظر: تذكرة الحفاظ (٣/ ٢١٩) شذرات الذهب (٣/ ١٦٧ - ١٦٨).
(٢) المغيث: اسم من الأسماء الحسنى الزائدة عن الأسماء المعروفة.
انظر: موسوعة له الأسماء الحسنى (ص ١٥) الدكتور أحمد الشرباصي.
وقال ابن تيمية في "الفتاوى" (١/ ١١١): " قالوا: من أسمائه تعالى المغيث والغياث، وجاء ذكر المغيث في حديث أبي هريرة، قالوا واجتمعت الأمة على ذلك.
قلت: وحديث أبي هريرة بسياق الأسماء ضعيف.
(٣) ذكره ابن تيمية في "الفتاوى" (١/ ١١١).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠١٤) ومسلم في صحيحه رقم (٨٩٧) من حديث أنس بن مالك ﵁
1 / 307