فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

حمد بن محمد الرائقي الصعيدي المالكي (المتوفى: نحو 1250هـ) ت. 1250 هجري
82

فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

محقق

إبراهيم بن سليمان البعيمي

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

١٤١٧هـ

سنة النشر

١٤١٨هـ

إِلَى أَنه إِذا بني الْفِعْل لغَلَبَة الْمُفَاخَرَة مِمَّا لَيْسَ فِيهِ دَاعِي الْكسر فَلَا فرق عِنْد الْجُمْهُور فِي لُزُوم ضمه بَين أَن يكون غير أَوله وَهُوَ عينه أَو لامه حرف حلق أم لَا - وَسَيَأْتِي ذكر حُرُوف الْحلق الْمُقْتَضِيَة لفتح الْمُضَارع - فَتَقول صَارَعَنِي فَأَنا اصْرُعُه بِالضَّمِّ، وشَاعَرَنِي فَأَنا أَشْعُرُه، وَمذهب الْكسَائي١ أَن حرف الْحلق مَانع من الضَّم فِي ذَا النَّوْع أَي الْمَبْنِيّ لغَلَبَة الْمُفَاخَرَة٢؛ لِأَن الْفَتْح قد سمع فِي أَفعَال، وَحمل الْجُمْهُور ذَلِك على الشذوذ كَمَا سمع الْكسر فِي أَفعَال وَلَا أثر عِنْدهم لحرف الْحلق. وَقَوله: (وَفتح مَا حرف حلق غير أَوله): فتح مُبْتَدأ، وَقد حصل خَبره، وَمَا مَوْصُولَة مُضَاف إِلَيْهِ، وحرف حلق خبر مقدم، وَغير أوّله مُبْتَدأ مُؤخر، وَالْجُمْلَة صلَة الْمَوْصُول، والعائد الضَّمِير الْمُضَاف إِلَيْهِ، وَفِي ذَا النَّوْع مُتَعَلق بحصل، وَعَن الْكسَائي مُتَعَلق بِفَتْح أَو بحصل أَي وَفتح الَّذِي غير أَوله حرف حلق قد حصل فِي هَذَا النَّوْع عَن الْكسَائي.
تَنْبِيه: قَالَ الشَّارِح٣: وَمُقْتَضى الصِّحَاح مُوَافقَة الْكسَائي فِي أَن حرف الْحلق مَانع من الضَّم. وَقد تقدّم أَن مضارع فعل المفتوح أَرْبَعَة أَنْوَاع: نوع يطّرد [٢٢/أ] فِيهِ الْكسر وَهُوَ: مَا فاؤه واوٌ، أَو عينه، أَو لامه يَاء، أَو مضاعف لَازم.

١ - ينظر رَأْي الْكسَائي فِي الممتع لِابْنِ عُصْفُور: ١٧٣، وَشرح الشافية للرضي: ١/٧١، وارتشاف الضَّرْب: ١/٧٨. وَينظر رَأْي الْجُمْهُور فِي: الْكتاب: ٤/٦٨، والسيرافي النَّحْوِيّ: ١٨٩، والمخصص: ١٤/١٧٧. ٢ - فِي ف المفاخر. ٣ - فتح الأقفال: ٩٩.

1 / 221