105

فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

محقق

إبراهيم بن سليمان البعيمي

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

١٤١٧هـ

سنة النشر

١٤١٨هـ

المعجمعة وَالْبَاء الموحّدة أَي خدعه وأضلّه، وَمِنْه قَوْلهم: "بَرْقٌ خُلَّبٌ"١ إِذا لم يعقبه مطر، و"لَا خِلابَةَ"٢ أَي لَا خداعة، لَكِن قَالَ الشَّارِح: مُقْتَضى الصِّحَاح والقاموس أَن سينه أَصْلِيَّة؛ لِأَنَّهُمَا أورداه فِي السِّين لَا الْبَاء.
وَمِنْهَا سَفْعَلَ٣:
بِزِيَادَة السِّين فِي أوّله للإِلحاق بفعلل الرباعي أَيْضا نَحْو: سَنْبَسَ فِي سيره بِمَعْنى أسْرع، وَأَصله نَبَس٤ أَي تحرّك ونطق.
وَالتَّاء فِي قَوْله (تَدَحرَجَتْ) تَاء التَّأْنِيث الساكنة كَمَا تقدّم، وتسكين آخر خَلْبَسْ للضَّرُورَة٥ وَأما قَوْله: (اتَّصَلا) فَلَيْسَ بمثال بل كمّل بِهِ القافية، لِأَن وَزنه افْتَعَلَ كاعْتَدَلَ [٣١/ ب] وَقد تقدّم، وَتَقْدِيره واتّصَلَ توَالَى مَعَ تَولَّى وَمَا بعدهمَا بِمَا قبلهمَا.

١ - جمهرة الْأَمْثَال: ١/٢١١ وَهُوَ فِيهِ: برق الخلّب وَفصل الْمقَال لأبي عبيد الْبكْرِيّ: ١١٢، وَمجمع الْأَمْثَال للميداني:١/٤٦ وَهُوَ فيهمَا: إِنَّمَا هُوَ كبرق الخلب.
٢ - جُزْء من حَدِيث نبوي شرِيف أخرجه أَبُو دَاوُد من طَرِيق ابْن عمر فِي سنَنه فِي كتاب الْبيُوع بَاب يَقُول الرجل فِي البيع لَا خلابة ٣/٧٦٥، وَأخرجه أَحْمد فِي مُسْنده ٢/٧٢ عَن ابْن عمر قَالَ: "ذكر رجل للنَّبِي ﷺ يخدع فِي البيع فَقَالَ لَهُ: "من بَايَعت فَقل لَا خلابة" الحَدِيث.
٣ - فِي ح مستفعل.
٤ - فِي ح وف (وَأَصله من سِنْبِسٍ)، فَيكون الأَصْل والمزيد بِلَفْظ وَاحِد.
٥ - يَسْتَقِيم الْوَزْن دون ضَرُورَة بِجعْل خلبس فعل أمرٍ بدل اعْتِبَاره فعلا مَاضِيا.

1 / 244