الفتح المبين بشرح الأربعين

ابن حجر الهيتمي ت. 974 هجري
112

الفتح المبين بشرح الأربعين

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

جدة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

"إن اللَّه إذا حرَّم شيئًا. . حرم ثمنه" (١)، "كل مسكرٍ حرام" (٢)، "ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًا من بطنه" (٣)، "أربع من كنَّ فيه. . كان منافقًا. . . " الحديث (٤)، "لو أنكم توكلون على اللَّه حقَّ توكله. . لرزقكم كما يرزق الطير" (٥)، "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر اللَّه" (٦). (ثم) بعد جمع هذه الأربعين (ألتزم في) أسانيد (هذه الأربعين أن تكون صحيحةً) بالمعنى الأعم الشامل للحسن؛ إذ يطلق عليه أنه صحيحٌ حقيقةً عند بعضهم، ومجازًا عند الباقين؛ لمشابهته له في وجوب العمل به. (ومعظمها) أي: غالبها (في "صحيحي البخاري ومسلم") اللذينِ هما أصح الكتب كما يأتي. (وأذكرها محذوفة الأسانيد) لأنه ليس لها بالنسبة لأكثر الناس فائدةٌ بعد أن عُلمت صحتُها (٧)، و(ليسهل حفظها) لقلة ألفاظها وحينئذٍ يكثر حفاظها (ويعم الانتفاع بها) كما هو مشاهَدٌ؛ لخلوص نية جامعها، وحقيقة التجائه إلى اللَّه تعالى. (إن شاء اللَّه تعالى) أتى بها؛ للتبرك امتثالًا لأمره تعالى حيث أمر أشرف خلقه

(١) أخرجه ابن حبان (٤٩٣٨)، والدارقطني في "سننه" (٣/ ٧)، والإمام أحمد (١/ ٢٩٣)، والطبراني في "الكبير" (١٢/ ١٥٥) عن سيدنا عبد اللَّه بن عباس ﵄. (٢) أخرجه البخاري (٤٣٤٣)، ومسلم (١٧٣٣) عن سيدنا أبي موسى الأشعري ﵁. (٣) أخرجه ابن حبان (٥٢٣٦)، والترمذي (٢٣٨٠)، وابن ماجه (٣٣٤٩) عن سيدنا المقدام بن معدي كرب ﵁. (٤) أخرجه البخاري (٣٤)، ومسلم (٥٨) عن سيدنا عبد اللَّه بن عمرو ﵄. وفي هامش (غ): (ثم هذه الخصال قد توجد في مسلمِ، فتسميةُ مرتكبها منافقًا تشبيهٌ له، أو المراد بالمنافق: من غلبت هذه الخصال عليه واستخفَّ بها؛ إذ من كان كذلك. . كان فاسد الاعتقاد غالبًا). "فتح الباري" (١/ ٩٠ - ٩١) بتصرف. (٥) أخرجه ابن حبان (٧٣٠)، والحاكم (٤/ ٣١٨)، والترمذي (٢٣٤٤) عن سيدنا عمر بن الخطاب ﵁. (٦) أخرجه ابن حبان (٨١٤)، والحاكم (١/ ٤٩٥)، والترمذي (٣٣٧٥) عن سيدنا عبد اللَّه بن بُسر ﵁، وهذه الأحاديث الثمانية التي ذكرها الشارح رحمه اللَّه تعالى هي التي ألحقها الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه اللَّه تعالى بهذه "الأربعين"، ثم شرحها في كتابه "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم". (٧) وإنما تثبت صحة الحديث بالإسناد، وقد تعذَّر الإسناد في هذا الزمان باعتبار الرواية، بل الطريق في معرفة الإسناد: نقلُ الحديث من كتابٍ معتبرٍ، مقابَلٍ على يد ثقةٍ، على كتابٍ معتبرٍ أيضًا. اهـ هامش (غ).

1 / 116