95

فتح العرب لمصر

تصانيف

ولا أعظم منها غنى وثروة، ثم قال إن «أريطيون» حاكم الروم على بيت المقدس - وكان قد هرب من المدينة قبل تسليمها إليهم - قد لاذ بمصر، وإنه كان يجمع فيها جنود الدولة، وإن على العرب ألا يضيعوا الوقت، بل أن يوقعوا به قبل أن يستفحل الأمر،

3

وإن مصر بعد ذلك تكون قوة للمسلمين إذا هم ملكوها. وكان اجتماع القائد بالخليفة في «الجابية»

4

بقرب دمشق، وذلك في خريف سنة 630 للميلاد، وكان العرب لا يزالون على حصار مدينة قيصرية.

وقد رأى عمر أن فتح مصر فيه خير للمسلمين، ولكنه ظن أن عمرا يقلل من شأن ما يلقاه من الصعوبة في فتحها، وكان في ذلك الوقت لا يستطيع أن يضعف جند الشام بأن يبعث منهم جيشا كافيا لفتح مصر. فلما طلب منه عمرو أن يسير إلى مصر بجيش من 3500 أو 4000 رجل وعده أمير المؤمنين أن يفكر في الأمر؛ فإنه كان لم يستقر على رأي في ذلك، ثم عاد عمرو بن العاص إلى قيصرية وكان قسطنطين بن هرقل قائد الجند بها، فبعث الخليفة وراءه بكتاب مع «شريك بن عبدة»

5

يقول له فيه إنه قد رضي بغزو مصر، وتقدم إليه أن يجعل الأمر سرا، وأن يسير بجنده إلى الجنوب سيرا هينا. فسار عمرو بن العاص في الليل في جيش صغير من الخيل، ولم يحدث له حدث حتى صار عند الحدود بين مصر وفلسطين، وسار بعد ذلك حتى صار عند رفح،

6

وهي على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر، فأتت عند ذلك رسل تحث المطي تحمل رسالة من الخليفة.

صفحة غير معروفة