ترعى القلوب وترتعي ... الغزلان في (بروقه) وشيحه
فكأنه يقول المتنبي: ليكن عظيمًا مثل ما حل بي تبريح الهوى. أتظنون غذاء من فعل بي هذا الفعل الشيح. والله ما غذاؤه إلا القلوب العشاق. فهذا الطف مما ذكره القاضي أبو الحسن ﵀ فأما الشيخ أبو الفتح فلم يعرض لهذا القول. وإنما قال: هذا الشك والاستفهام منه كقول ذي الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا أأنت أم أمّش سالم
وقوله:
تثنى على قدر الطعان كأنما ... مفاصلها تحت الرماح مراود (
ما عرض لتفسير هذا البيت الشيخ أبو الفتح ﵀. وقد زعم القاضي أبو الحسن إنه من الشعر الذي عتب به، وزعم إنه مقلوب، وإنما يصح لو قال: كأنما
الرماح تحت مفاصلها مراود وشبه هذا بقولهم، طلع الجوزاء، وانتصب على العود الحرباء، وقول الشاعر:
كأنّه رعن قفِ يرفع الالا
وعنده أن المراود وهي جمع مرود ميل المكحلة.