59

الفتح على أبي الفتح

محقق

عبد الكريم الدجيلي

الناشر

دار الشؤون الثقافية العامة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٧ م

مكان النشر

بغداد - العراق

هذه كلها من بلاد الروم. يقول: كان أبوك يغير بأماتها في هذه الديار فهي تعرفها. وهذا المعنى على ظهوره، وإيراد أبي الفتح إياه في كتاب (الفسر) ليس بذلك السائغ عندي لما اذكره. وهو أن توالي الأبيات يدل على غير ما حكى يقول: ومقانبِ بمناقبٍ غادرتها ... أقوات وحش كنّ من أقواتها أقبلتها غرر الجياد كأنما ... أيدي بني عمران في جبهاتها الثابتين فروسة كجلودهم ... في ظهرها والطعن في لباتها العارفين بها كما عرفتُهم ... والراكبين جدودُهم أماتها فهو يصف خيل نفسه التي قاتل عليها عدوه، وليس يصف خيل الممدوحين، اللهم إلا أن يدعي مدح إنه قاتل عن خيل الممدوحين. وفي هذا نبو، ويعني إنه قادها إليه. والمعنى جيد لأنه يريد إنه يقود الخيل إلى الشعراء من نتائجه. والمعنى الثاني هو الذي أورده يصف معرفتهم بالخيل، ولا يعرفها إلا من طال مراسه لها. والخيل تعرفهم أيضًا لأنهم فرسان. وقد قال أبو الطيب أيضًا: الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والطعن والضرب والقرطاس والقلم وهذا ظاهر. ومن أمثال العرب: الخيل تعرف من فرسانها البُهم وقوله: والراكبين جدودهم أماتها يريد بذلك أن جدودهم أيضًا كانوا من ركاب الخيل، أي أنهم عريقون في الفروسية. ويوضح معنى ذلك ما أنشد الشيخ أبو العلاء لنفسه:

1 / 93