55

الفتح على أبي الفتح

محقق

عبد الكريم الدجيلي

الناشر

دار الشؤون الثقافية العامة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٧ م

مكان النشر

بغداد - العراق

قد يبعد الشيء من شئ يشابهه ... إن السماء نظير الماء في الزورق وقوله: ومقانبٍ بمقانبٍ غادرتها ... أقواتُ وحشي كنَّ من اقواتها يقول: رب جيش جعلته مثله قوت وحش، كانت خُلقت أقواتًا لتلك المقانب، يعني قتلت الجيش. وتقدير الكلام، ورب مقانب تركتها إنه جيش يطارد الوحش ويصطادها ويتقوتها على عادة العرب في الافتخار بكثرة الطرد، كما قال أيضًا: عليقي مراعيه وزادي ربده أي زادي نعامة الربد. أي اصطادها فآكلها. وقد قال أيضًا في بيت آخر يصف جيشًا: وذي لجب لأي الجناح أمَامهُ ... بناجٍ ولا الوحش المثار بسالم يعني أن هذا الجيش لا يسلمن منه طائر ولا وحش، لأنه يصيده. وفي البيت سؤال وهو أن يقال: كيف يتقوت ما تتقوت الناس من الوحوش، وإنما يتقوت الناس أخابثها كالضبع والذئب والنمر وأشباهها. فالجواب إن العرب كانت إذا ظفرت بشيء مما سميناه أكلت من لحمه. ألا ترى إلى قول القائل:

1 / 89