46

الفتح على أبي الفتح

محقق

عبد الكريم الدجيلي

الناشر

دار الشؤون الثقافية العامة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٧ م

مكان النشر

بغداد - العراق

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر قال أخذه منه فجعل أبو الطيب السعي وثبًا. وقد ملّح في اللفظ هذا قول القاضي ﵀ وهو عجب منه، مع علمه بالشعر، وغوصه إلى المعاني الدقيقة، وكونه من النقد في الذروة العليا. وإذا زل الشيخ أبو الفتح في معنى بيت عذرناه لكونه عن صناعة الشعر بمعزل فأما القاضي أبو الحسن فلا عذر له، وإنما جناية العجلة، وحاشا لله أن ادعى الفضل على تلاميذهما فكيف عليهما. ولعل السهو أن يتفق عليّ في كثير مما أظنني أحرزت أطرافه من هذا الكتاب فضلا عما سواء إلا أن الدلالة على السهر واجبة. وتجنب موقف النعي على من به اقتديت مما أعوذ بالله منه، وبحوله وقوته استعصم، وه حسبي ونعم الوكيل. فأقول: إن الهذلي لم يرد بالسعي المشي الصريح فجعله أبو الفتح وثبًا وإنما أراد من قوله: سعيت بفلان إلى الأمير سعيًا وسعاية، ولعمري إن السعاية أشهر في مصادر هذا الفعل إلا أن السعي القياس الذي لا محيد عنه، ويضطرنا إلى ذلك إن معنى البيت لا يتم، وغرض قائله لا يحصل

1 / 80