قال المرار:
على صرماء فيها أصرماها ... وخريتُ الفَلاةِ بها مليل
وقد قيل: سميا بذلك لأن أحدهما انصرم على صاحبه فلا يلتقيان إلا عند ميتة ثم يصرم أحدهما وصال صاحبه. وصرماء: أرض يعيدة عن الماء. فهذا ما عناه أبو الطيب.
وقوله:
ولم تردَّ حياةً بعد توليةٍ ... ولم تغث داعيًا بالويل والحرب
هذا البيت ظاهر المعنى. وإنما ذكرناه خشية أن يظن ظان فكأن أن قوله بالويل والحرب متعلق بقوله: تغث، فإنه يكون حينئذ ذمًا وهجاء، بل كيف تكون الإغاثة بالويل والحرب، وإنما يغاث الإنسان بما يزيل الويل والحرب، كما قال أيضًا:
ومنفعة الغوث قبل العطب
وليس يعني هذا. وإنّما الباء متعلقة بقوله: داعيًا. يقال: دعوت الويل ودعوت شجني، ودعوت ثبوري، كما قال تعالى: لا تدعو اليوم
1 / 51