فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال المشهور بالشرح الكبير
محقق
د. مصطفى النحاس
الناشر
كلية الآداب
مكان النشر
جامعة الكويت
تصانيف
ﷺ، ثم آله وصحبه الذين آووا الدين ونصروه وحملوه إلى الأمة ونقلوه ﵃، فقال:
(ثم الصلاة على خير الورى وعلي ... سادتنا آله وصحبه الفضلا)
وإنما عطف ذلك بثم ليفيد الترتيب صريحًا، لأن حمد الله تعالى أهم وأحق بالتقديم والصلاة في اللغة: الدعاء والرحمة والاستغفار، والمراد بها هنا: الدعاء له على الله عليه وسلم، والاستغفار لهم ﵃ بما هو وهم له أهل، وقد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه ﷺ، وبالتسليم والثناء على الذين جاءوا من بعدهم يقولون: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ﴾ [الحشر: ١٠] والورى مقصورا: الخلق. يقال: ما أدري أي الورى هو؟ . وخير الخليقة هو نبينا محمد ﷺ، ولهذا استغنى الناظم ﵀ بهذا الوصف عن اسمه العلم لتعين هذا الوصف له ﷺ، والسادة: جمع سيد، يقال ساد فلان قومه يسودهم سيادة وسؤددًا بفتح الدال وضمها مع ضم السين فيهما، فهو سيد، والجمع سادة. والآل: أصله: أهل، بدليل قولهم في تصغيره: أهيل فأبدلت الهمزة من الهاء لقرب المخرج، وآل الرجل: عشيرته وأتباعه. وتخصيص آله ﷺ ببني هاشم والمطلب الشرعي لا لغوي. والصخب: جمع صاحب كركب وراكب. وأما أصحاب فجمع الجمع، والفضلا: جمع فاضل على غير قياس كشاعر وشعراء. وأصل الفضل: الزيادة، فمن زاد على أحد بشيء فقد فضله به، وهم ﵃ قد فضلوا سائر الأمم بما خصهم الله به، ورؤيته والانتساب إليه وإتباعه ﷺ، قال تعالى
1 / 26