77

فتح الأندلس

تصانيف

قال: «انصرف، وقبل انصرافك ابعث إلي بالقائد ومبا لأخاطبه في أمر الجند.»

قال يعقوب: «سمعا وطاعة.» وخرج.

وعاد ألفونس إلى مجلسه بجانب النافذة وهو لا يزال بملابس السفر، وعاد إلى التفكير في فلورندا وأوباس ورودريك حتى فطن إلى أقوال يعقوب، فانبسطت نفسه بقرب موعد المكاشفة. ثم سمع وقع أقدام بالباب فتحول لملاقاة ومبا، فدخل وألقى التحية ووجهه منبسط إشارة إلى ما يكنه من الاحترام لألفونس والغيرة عليه، فرد ألفونس التحية وسأله عن حال الجند، فقال: «إنهم في نظام وسلام يدعون للقائد الباسل بالرغد والظفر.»

فقال ألفونس: «هل سمعتم شيئا عن أحوال السكان هنا؟»

قال ومبا: «سمعنا أنهم في هدوء لا يبدون حراكا، ولعلهم ركنوا إلى السكينة على أثر سماعهم بقدومنا.»

قال: «أرجو، على كل حال، أن تسهروا لمراقبة الأحوال، وتواصلوا استطلاع الأخبار ولي في درايتكم ما يكفل الاطمئنان.»

وفهم ومبا عند ذلك من كلام ألفونس وإشاراته أنه فرغ مما يريده، فحياه وخرج من الغرفة، ولما خلا ألفونس بنفسه نهض فبدل ثيابه وعزم على البقاء بقية ذلك اليوم في الغرفة للاستراحة من متاعب السفر.

يوم الأحد

ولما مالت الشمس إلى الغروب ولم يرجع يعقوب، استبطأه ألفونس وانشغل خاطره عليه، وجلس إلى النافذة المطلة على الجسر - ولا بد لمن يخرج من المدينة إلى القلعة من المرور على هذا الجسر - ولم تمض برهة حتى رأى يعقوب قادما وقد تأبط صرة فظنه ألفونس قد جاءه بشيء من فاكهة المدينة، فصبر حتى وصل إلى القلعة ولبث ينتظر دخوله عليه، فأبطأ يعقوب ثم سمع خطواته، وبعد قليل دخل وحياه ويداه فارغتان.

فقال ألفونس: «ما الذي حملته إلينا من المدينة؟»

صفحة غير معروفة