فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
تصانيف
قلت: إذا تأملت هذه الدرجات وتدبرت معانيها وما يتعلق بها وجدت مصداق قوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} . [سبأ: 13] . معينا ورأيت قوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت # بمؤمنين} . [يوسف: 103] . هو الواقع ولا إله إلا الله سلعة الرحمن في الدنيا والجنة في الآخرة، وقد كسدت عند الأراذل واللئام:
يا سلعة الرحمن أين المشتري ... فلقد عرضت بأيسر الأثمان
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ... بين الأراذل سفلة الحيوان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ... من ألف إلا واحد لا اثنان
الحق شمس والعيون نواظر ... لا تختفي إلا على العميان
عن أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". رواه الترمذي1.
وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لمن وحد الله تعالى ونذارة شديدة لمن أشرك بالله شيئا أي ولو قليلا لأن الشرك في العمل كالنار في البارود فكما لو كان البارود كثيرا لأحرقه القليل من النار كذلك العمل لو كان كثيرا لأحبطه قليل من الشرك، قال تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} . [الزمر: 65] .
12- وأما متمماتها فشهادة أن محمدا عبده ورسوله واتباعه على كل حال في العسر واليسر قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} . [الحشر: 7] . وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} . [النساء: 65] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل يدخل الجنة إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال:
صفحة ١٤٥