فتح الوصيد في شرح القصيد - ت أحمد الزعبي

علم الدين السخاوي ت. 643 هجري
49

فتح الوصيد في شرح القصيد - ت أحمد الزعبي

محقق

رسالة دكتوراه، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان - كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم التفسير وعلوم القرآن ١٩٩٨ م

الناشر

مكتبة دار البيان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

المبحث الثاني: صفاتها ومزاياها: إنَّ قصيدة الشاطبية غزيرة المادة العلمية، جزلة في العبارة، مشرقة في بلاغتها وبيانها، حلوة في عبارتها، عميقة في أفكارها، بليغة في جملها قد نُظمت على البحر الطويل، وكانت لامية القافية، وقد نظم أولها في شاطبة في الأندلس (^١) إلى قوله: جَعَلْتُ أبَا جَادٍ عَلَى كُلِّ قَارِئٍ دَلِيلًا عَلَى المنْظُومِ أَوَّلَ أَوَّلا ثم بعد ذلك رحل إلى مصر وأكمل نظم القصيدة فيها، ويلاحظ فيها براعة الإمام الشاطبي، وسهولة النظم، واختيار الألفاظ العذبة، وألبسها ثوبًا أدبيًا جميلًا متواضعًا، فقال: وألْفَافُهَا زَادَتْ بنَشْرِ فَوَائدٍ فَلَفَّتْ حَيَاءً وجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلا ويلاحظ عليها إخلاص مؤلفها وخوفه من الله ﷿ فقال: ونَادَيْتُ اللَّهُمَّ يَا خَيْرَ سَامِعٍ … أَعِذْنِي مِنْ التَّسْمِيعِ قَوْلًا وَمِفْعَلا أخِي أَيُّهَا المُجْتَازُ نَظْمِي بِبِابِه … يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوقِ أَجْمِلا ويلاحظ فيها غيرته على كتاب الله وعلى القراءات ورده على النحاة الذين جعلوا النحو ميزانا يَزِنُون القراءات فإذا خالفت قراءة قارئٍ قاعدةً في النحو عندهم طعنوا في هذه القراءة وضعَّفوها فقال: .............. فلا تلم … مِنْ مُلِيمي النَّحْوِ إِلا مُجَهِّلا وبالجملة فإن القصيدة تحتوي على علوم كثيرة في القراءات والنحو والبلاغة والأدب والأخلاق وإليك بعضًا من ذلك:

(^١) غاية النهاية ٢/ ٢٢.

1 / 58