فتح الرحمن في بيان هجر القرآن
الناشر
دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
قال مجاهد، وأبو صالح، والسدي: ﴿أَعْمَى﴾: لا حجة له.
وقال عكرمة: عُمِّيَ عليه كُلُّ شيء إلا جهنم.
وقال الإمام ابن كثير ﵀: (ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث، أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضًا، كما قال تعالى ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾ (٩٧) سورة الإسراء) (١).
٩ - يسلكه الله عذابًا صعدًا.
قال تعالى: ﴿وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ (١٧) سورة الجن.
قال الإمام ابن كثير ﵀: (أي عذابًا مشقًا، شديدًا، موجعًا، مؤلمًا. قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، وابن زيد: ﴿عَذَابًا صَعَدًا﴾ أي مشقة لا راحة معها، وعن ابن عباس: جبل في جهنم، وعن سعيد بن جبير: بئر فيها) (٢).
لا إله إلا الله! مَنْ منا يقوى على هذا العذاب؟ فهل من توبة إلى الله؟.
١٠ - يقيض الله له قرينًا من الشيطان.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ (٣٦) سورة الزخرف
(يقول تعالى: ﴿وَمَن يَعْشُ﴾ أي: يتعامى، ويتغافل، ويعرض ﴿عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾ والعشا في العين: ضعف بصرها، والمراد هنا: عشا البصيرة ﴿نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾
قال تعالى: ﴿وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا﴾ (٣٨) سورة النساء. أي هذا الذي تغافل عن الهدى نقيض له من الشياطين من يضله ويهديه إلى صراط الجحيم،
_________
(١) تفسير ابن كثير (٣/ ١٧٤) طبعة المكتبة القيمة.
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٣١).
1 / 27