178

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

محقق

محمد علي الصابوني

الناشر

دار القرآن الكريم

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التفسير
قدَّم هنا المخاطبين على الغائبين، وعكسَ ثَمَّ، لأن ظاهر قوله هنا " منْ إملَاقٍ " أي فقر، أن الِإملاق حاصلٌ للوالديْنِ المخاطبين، لا توقُّعُهُ فبُدىء بهم، وظاهر قوله ثَمَّ " خشيَةَ إملاق " أَن الِإملاق متوقّعٌ بهم وهم موسرون، فبُدىء بالأولاد، فما هنا يفيد النهي للآباء عن قتلِ الأولاد وإن تلبَّسوا بالفقر، وما هناك يُفيده وإن تلبَّسوا باليُسر.
٥٥ - قوله تعالى: (وَإذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلو كانَ ذَا قُرْبَى. .) الآية.
إن قلتَ: لم خصَّ العدل بالقول، مع أن الفعل إلى العدل أحوج، فإن الضَّررَ الناشىء من الجور الفعلي، أقوى من الضَّرر الناشىء من الجور القوليِّ
قلتُ: إنما خصَّه بالقول، ليُعلم وجوب العدل في الفعل بالأولى، كما في قوله تعالى " ولا تقُلْ لهما أُفٍّ ".
٥١ - قوله تعالى: (ذَلِكُمْ وَصَّاكمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) .
ختم الآية الأولى بقوله " تعقلون "، والثانية بقوله

1 / 181