150

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

محقق

محمد علي الصابوني

الناشر

دار القرآن الكريم

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التفسير
مَرْيمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السمَاءِ. .) الآية.
فإن قلتَ: كيف قال الحواريُّون ذلك - وهم خُلَّصُ أتباعِ عيسى - وهو كفرٌ، لأنه شك في قدرة الله تعالى وذلك كفر؟! (١)
قلتُ: الاستفهامُ المذكورُ، استفهامٌ من الفعل، لا من القُدرة، كما يقول الفقير للغني القادر: هل تقدرُ أن تُعطيني شيئًا؟ وهذه تُسمَّى استطاعة المطاوعة، لا استطاعة القُدرة.
والمعنى: هل يسهُل عليكَ أن تسأل ربك؟ كقولك لآخر: هل تستطيع أن تقوم معي؟ وأنتَ تعلم استطاعته لذلك.
فإن قلتَ: لو كان ما ذُكر مرادًا، لما أنكر عليهم عيسى بآخر الآية؟
قلتُ: إنكارُه عليهم إنَّما كان لِإتيانهم بلفظٍ، لا يليق بالمؤمن المخلص ذكره.

1 / 153