وشيخ الرافضة في زمانه جمال الدين الحسين بن يوسف بن المطهّر الحلّي (^١) (ت: ٧٢٦ ه) يقول عنه في كتابه (منهاج الكرامة): «إنَّ رسول الله ﷺ لعن معاوية الطليق ابن الطليق، اللعين ابن اللعين، وقال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» (^٢). إلى آخر ما قاله هناك (^٣).
وأما في زماننا: فلا تسل عن كمِّ المؤلَّفات والمقالات، والحوارات والحلقات، التي تَلُوك عرض معاوية ﵁، في جهل من البعض وعدم دراية بصحيح الأخبار من سقيمها، ولا بعدالة وخُلُق من يتحدَّثون عنه (^٤)، أو عن عمدٍ وقصدٍ من آخرين، من خلال خطة ممنهجة لإسقاط عدالة الصحابة (^٥)؛ مبتدئين بمعاوية.
ومع انتشار ذلك كله: بدأ يغشى رمدُ الحيرة الثقافية الإسلامية تجاه الصحابة عيونَ بعض أبناء هذه الأمة!
لأجل هذا: شمَّر علماء أهل السنة عن ساعد الجدِّ، للدفاع عن عرض معاوية ﵁، وسلُّوا سيوفهم لردِّ ذلك العدوان، ودفع تلك الغارات، التي تحاول النَيْل من هذا الصحابي الكريم، وهيهات!
_________
(^١) قال ابن تغري بردي عنه في النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (٩/ ٢٦٧): "ولابن تيميّة عليه ردّ فى أربعة مجلّدات، وكان يسمّيه ابن المنجّس، يعنى عكس شهرته كونه كان يعرف بابن المطهّر".
(^٢) هذا حديث باطل، يأتي تخريجه والحديث عنه في الفصل الرابع من هذا الكتاب (ص: ٢٣٦).
(^٣) انظر: منهاج السنة النبوية (٤/ ٣٧٨ - ٣٧٩).
(^٤) كما وقع من المودودي في كتابه: "الخلافة والملك"، وسيد قطب في كتابه: "كتب وشخصيات"، وعباس العقاد في كتابه: "العبقريات الإسلامية، معاوية بن أبي سفيان".
(^٥) كما فعل محمد بن عقيل الحضرمي في كتابه: "النصائح الكافية لمن يتولى معاوية".
1 / 5