فرجع معاوية بالناس» (^١).
- وعن أبي مريم الأزدي ﵁ قال: «دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان، وهي كلمة تقولها العرب، فقلتُ: حديثًا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله ﷺ يقول: من ولَّاه الله ﷿ شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم؛ احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره. قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس» (^٢).
وكان حريصا على نشر ما يحتاج إليه المسلمون من حديث رسول الله ﷺ، يجهر بذلك، ويعلمه الناس، على منبره، وفي مجلسه، بل حتى فيما بينه وبين آحاد الناس، ومن ذلك:
- أنه «قام خطيبا بالمدينة -يعني: في قدمة قدمها، عام حج- خطبهم يوم عاشوراء، فقال: أين علماؤكم؟ يا أهل المدينة، سمعت رسول الله ﷺ يقول -لهذا اليوم-: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن أحب منكم أن يصوم فليصم، ومن أحب أن يفطر فليفطر» (^٣).
- وفي خطبته تلك أيضا، وهو على المنبر: «تناول قصة من شعر كانت في يد حرسي، وقال: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم» (^٤).
(^١) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٧٠١٥)، وأبو داود (٢٧٥٩)، والترمذي (١٥٨٠) -وقال: حسن صحيح-، والنسائي في الكبرى (٨٦٧٩). والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١١٠٥، رقم: ٦٤٨٠).
(^٢) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٥٦٥١، ١٨٠٣٣)، وأبو داود (٢٩٤٨)، والترمذي (١٣٣٣)، والحاكم (٤/ ١٠٥ - ١٠٦) -وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه-.
والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٢٠٥ رقم: ٦٢٩).
(^٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٠٠٣)، ومسلم (١١٢٩)، عن حميد بن عبد الرحمن.
(^٤) متفق عليه: أخرجه البخاري (٣٤٦٨)، ومسلم (٢١٢٧)، عن حميد بن عبد الرحمن.
1 / 220