فتح المعبود في الرد على ابن محمود

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
136

فتح المعبود في الرد على ابن محمود

الناشر

مطبعة المدينة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقال الشيخ أيضا في تفسير سورة (اقرأ): إن ما في حديث عائشة ﵂ الذي في الصحيحين يبين أن أول ما نزل ﴿اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ نزلت عليه وهو في غار حراء وأن (المدثر) نزلت بعد، وهذا هو الذي ينبغي فإن قوله: (اقرأ) أمر بالقراءة لا بتبليغ الرسالة وبذلك صار نبيا، وقوله: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ أمر بالإنذار وبذلك صار رسولا منذرا. وقال الشيخ أيضا: فسورة (اقرأ) هي أول ما نزل من القرآن ولهذا لما أمر بأن يقرأ أنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ فبالأولى صار نبيا وبالثانية صار رسولا. انتهى. وكلامه رحمه الله تعالى في التفريق بين الرسول والنبي كثير جدا وفيما ذكرته هاهنا كفاية إن شاء الله تعالى. وأما ابن القيم رحمه الله تعالى فقال في كتابه (زاد المعاد): وكذلك اختياره سبحانه الأنبياء من ولد آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام وهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف واختياره سبحانه الرسل منهم وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر على ما في حديث أبي ذر الذي رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، واختياره أولي العزم منهم وهم الخمسة المذكورون في سورة الأحزاب والشورى في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ وقال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ واختار منهم الخليلين إبراهيم ومحمدا ﷺ. انتهى. وقال ابن القيم أيضا في كتابه (طريق الهجرتين) ما ملخصه: مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها وهم

1 / 138