فتح الباري شرح صحيح البخاري
محقق
مجموعة من المحقيقين
الناشر
مكتبة الغرباء الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
المدينة النبوية
تصانيف
علوم الحديث
الإحسان، وجعل مقام الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه، والمراد: أن ينور قلبه بنور الإيمان حتى يصير الغيب عنده مشهودا بقلبه كالعيان (١) .
وقد ذكر محمد بن نصر المروزي في " كتابه " أن التصديق يتفاوت وحكاه عن الحسن، والعلماء (٢) وهذا يشعر إجماع عنده.
ومما يدل على ذلك أيضا _: ما روى ابن وهب: أنا عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي هانيء الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق، فسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ".
خرجه الحاكم (٣)، وقال: صحيح الإسناد (٤) .
ثم قال البخاري ﵀: والحب في الله والبغض في الله من الإيمان.
وهذا يدل عليه: قول النبي صلي الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان (٥) وذكر منهن: " أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ". وإذا كان الحب في الله والبغض في الله زاد الإيمان بزيادة ذلك ونقص بنقصانه.
قال البخاري: وكتب عمر بن عبد العزيز إلي عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض
_________
(١) وسيحيل المصنف - رحمه الله تعالى - على هذا الوضع (ص: ٩٠، ١٧٢) عند شرحه للحديث رقم: ٠٢٠)، (٤٤) .
(٢) " تعظيم قدر الصلاة " (٢/٧٦٠ - ٧٦١) .
(٣) " المستدرك " (١/٤) .
(٤) عبارة الحاكم عقب الحديث: " هذا حديث لم يخرج في الصحيحين ورواته مصريون ثقات ... "
(٥) سيأتي (١٦)
1 / 11