فتح الباري شرح صحيح البخاري

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
62

فتح الباري شرح صحيح البخاري

محقق

مجموعة من المحقيقين

الناشر

مكتبة الغرباء الأثرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

المدينة النبوية

فمحبة أولياء الله وأحبابه عموما من الإيمان، وهي من أعلى مراتبه، وبغضهم محرم فهو من خصال النفاق، لأنه مما لا يتظاهر به غالبا، ومن تظاهر به فقد تظاهر بنفاقه فهو شر ممن كتمه وأخفاه. ومن كان له مزية في الدين لصحبته النبي ﷺ أو لقرابته أو نصرته فله مزيد خصوصية في محبته وبغضه. ومن كان من أهل السوابق في الإسلام كالمهاجرين الأولين فهو أعظم حقا مثل علي ﵁. وقد روي أن المنافقين إنما كانوا يعرفون ببغض علي ﵁، ومن هو أفضل من علي كأبي بكر وعمر، فهو (١) أولى بذلك، ولذلك قيل: إن حبهما من فرائض الدين، وقيل: إنه يرجى على حبهما ما يرجى على التوحيد من الأجر.

(١) كذا في " ف "، والصواب: " فهما ": يعني: أبو بكر وعمر ﵄.

1 / 66