الكتاب، ويؤخذ من السنة، يقول النبي ﷺ: «خيركم من تعلم العلم وعلمه» (١) وجاء في قراءة القرآن أحاديث كثيرة، منها قول النبي ﷺ: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة» (٢) رواه مسلم.
وقال -ذات يوم- ﵊: «أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان -وادي في المدينة - فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقالوا: كلنا يحب ذلك يا رسول الله، فقال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» (٣) أو كما قال ﵊، فهذا يدل على فضل تعلم القرآن، وقراءة القرآن.
وفي حديث ابن مسعود: «من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها» (٤) .
هكذا السنة إذا تعلمها المؤمن، فقرأ الأحاديث ودرسها يكون له أجر عظيم؛ لأن هذا من تعلم العلم، يقول النبي ﷺ: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» (٥)، وهذا يدل على أن دراسة العلم، وحفظ الأحاديث، والمذاكرة فيها من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وهكذا قول النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» (٦) متفق عليه، والتفقه في الدين يكون من طريق الكتاب، ويكون من طريق السنة، والتفقه في السنة من الدلائل على أن الله أراد بالعبد خيرا كما أن التفقه في القرآن دليل على ذلك، والأدلة في هذا كثيرة والحمد لله.
_________
(١) صحيح البخاري فضائل القرآن (٤٧٣٩)،سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٧)،سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٢)،سنن ابن ماجه المقدمة (٢١١)،مسند أحمد بن حنبل (١/٦٩)،سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٣٨) .
(٢) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٤)،مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٥٥) .
(٣) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٣)،سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٦)،مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٤) .
(٤) سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩١٠) .
(٥) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٩)،سنن الترمذي العلم (٢٦٤٦)،سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٦)،سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢٥)،مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٥٢)،سنن الدارمي المقدمة (٣٤٤) .
(٦) صحيح البخاري العلم (٧١)،صحيح مسلم الإمارة (١٠٣٧)،سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢١)،مسند أحمد بن حنبل (٤/٩٣)،موطأ مالك الجامع (١٦٦٧)،سنن الدارمي المقدمة (٢٢٦) .
1 / 12