عمله أو قاله أو أصر عليه بقلبه عملا بقلبه كإصراره على ما يقع له من الكبر والنفاق ونحو ذلك.
أما الخواطر والشكوك التي تعرض ثم تزول بالإيمان واليقين، فهذه لا تضر، بل هي عارضة من الشيطان ولا تضر; ولهذا لما قال الصحابة: «يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه ما أن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق به. أو كما قالوا قال ﷺ: ذاك صريح الإيمان» (١) .
فتلك الوسوسة من الشيطان؛ إذا رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرغبة فيما عند الله وسوس عليه بعض الشيء، وألقى في قلبه خواطر خبيثة؛ فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول ﵊: «لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله» (٢)، وفي لفظ: «فليستعذ بالله ولينته» (٣) .
هذا يدلنا على أن الإنسان عرضة للوساوس الشيطانية، فإذا عرض له وساوس خبيثة وخطرات منكرة فليبتعد عنها وليقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولينته، ولا يلتفت إليها؛ فإنها باطلة ولا تضره، وهي من الخطرات التي عفا الله عنها ﷾.
_________
(١) صحيح مسلم الإيمان (١٣٢)،سنن أبو داود الأدب (٥١١١)،مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤١) .
(٢) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (٦٨٦٦)،صحيح مسلم الإيمان (١٣٦)،مسند أحمد بن حنبل (٣/١٠٢) .
(٣) صحيح البخاري بدء الخلق (٣١٠٢)،صحيح مسلم الإيمان (١٣٤)،سنن أبو داود السنة (٤٧٢٢)،مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٣١) .
1 / 38