فتاوى أركان الإسلام
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الفتاوى
أحباء لله، ولكن الرسول ﵊ في مقام أعلى من ذلك وهي الخلة فقد اتخذه الله خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، لذلك نقول إن محمدًا رسول الله ﷺ، خليل الله، وهذا أعلى من قولنا حبيب الله لأنه متضمن للمحبة، وزيادة لأنه غاية المحبة.
***
س٤٦: ما حكم جعل مدح النبي ﷺ تجارة؟
الجواب: حكم هذا محرم، ويجب أن يعلم بأن المديح للنبي ﷺ، ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يكون مدحًا فيما يستحقه ﷺ، بدون أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به، أي لا بأس أن يمدح رسول الله ﷺ، بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة في خلقه وهديه ﷺ.
والقسم الثاني: من مديح الرسول ﷺ، قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي ﷺ، وقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله» (١) فمن مدح النبي ﷺ، بأنه غياث المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، وأنه مالك الدنيا والآخرة، وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح فإن هذا القسم محرم، بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز أن يمدح الرسول ﵊ بما يصل إلى درجة الغلو لنهي النبي ﷺ، عن ذلك.
(١) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وقله الله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم) (٣٤٤٥) .
1 / 99